في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس البارّ باطابيوس *القدّيسون الرّسل سوستانيس وأبلّس وصفا وتيخيكوس وقيصر وأبفرودتس *الأب الجليل في القدّيسين صفرونيوس أسقف قبرص *القدّيس البارّ كيرلّلس تْسَلْما الرّوسيّ.
* * *
✤ القدّيسون الرّسل سوستانيس وأبلّس وصفا وتيخيكوس وقيصر وأبفرودتس ✤
أما سوستانيس فلعله رئيس مجمع اليهود في كورنثوس ورد ذكره في كتاب أعمال الرسل (17:18) في إطار سعي اليهود إلى تسليمه للوالي الروماني غاليون ورد فعل اليونانيين الذين أخذوا سوستانيس وضربوه أمام الوالي فلم يحرّك ساكناً لينقذه. هذا ظنّ، على ما ذكر القديس يوحنا الذهبي الفم. أنه إيّاه من يسمّيه الرسول بولس “أخاً” في مطلع رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس. فإن صحّت هذه النسبة يكون سوستانيس قد صار مسيحياً ورافق الرسول بولس في رحلته. وقد جاء في التراث أن سوستانيس تسقّف على كولوفون. من توابع أفسس. في آسيا الصغرى.
وأما أبلس. كما ورد بشأنه في سفر أعمال الرسل (24:18_28)، فكان يهودياً من الإسكندرية فصيحاً ضليعاً بما في الكتب. خبيراً بطريق الرب. حاراً بالروح، يتكلم ويعلّم بتدقيق ما يختص بالرب. ولكن لم تكن له معرفة إلا بمعمودية يوحنا. فلما دخل إلى المجمع في أفسس جاهر بهذا. فسمعه مسيحيان هما أكيلا وبريسكلا فأخذاه إليهما وشرحا له طريق الرب بأكثر تدقيق فاستجاب لتعليمهما وصار مسيحياً. مذ ذاك أخذ يفحم اليهود جهراً مبيّناً بالكتب أن يسوع هو المسيح. وقد ساعد كثيراً بالنعمة الذين كانوا قد آمنوا.
ثم أن بولس الرسول ذكر أبلس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس (12:1، 4:3_6، 22: 6:4). ويستفاد من الكلام بشأنه أن جماعة من أهل كورنثوس تحزّبت له. فحدثت على الأثر خصومات ومنازعات. هذا يقول أنا لبولس وذاك أنا لأبلس. فكتب الرسول بولس محذّراً أهل كورنثوس من الانشقاقات. لافتاً إلى أن بولس وأبلس أن هما سوى خادمين للمسيح الواحد، بولس غرس وأبلس سقى ولكن الله هو الذي أنمى وينمي. لذلك لا يليق الافتخار بهذا أو ذاك. لأن كل شيء هو لكم، أبولس أم أبلس أم صفا، وأما أنتم فللمسيح والمسيح لله.
هذا ويبدو أن الرسولين بولس وأبلس كانا على وفاق تام فيما بينهما. ولعلّ الرسول المصطفى أراد أن يعكس هذه الصورة عن نفسه وأبلس لما أخبر أهل كورنثوس في خاتمة رسالته الأولى إليهم أنه طلب إلى أبلس بإلحاح أن يأتي مع الإخوة إلى كورنثوس فلم يشأ لأن الوقت لم يكن موافقاً له (1كور12:16).
وآخر من يأتي الرسول بولس على ذكر أبلس في الرسالة إلى تيطس (13:3) حيث يوصي تيطس به سائلاً إياه أن يجهّزه باجتهاد للسفر حتى لا يعوزه شيء.
وفي التراث أن أبلس صار أسقفاً على قيصرية أو أدريا السورية أو كولونيا. ولعله أسس كرسي كولوسي والله أعلم.
أما صفا فلا نعرف من هو. وإذا كان هو إياه المذكور في( 1كور22:3) أفيجوز أن يكون بطرس الرسول المدعو صفا أيضاً (يو22:1)؟ ربما! فالرسول بولس يسمّي بطرس أحياناً صفا كما في (غلا9:2) وأحياناً بطرس كما في (غلا11:2).
وأما تيخكس فمواطن من آسيا الصغرى (أع4:20) رفيق لبولس الرسول في أسفاره. في رسالة (أف21:6) يسميه الرسول “الأخ الحبيب والخادم الأمين في الرب”. وفي رسالة (كولو7:4) أنه “العبد معنا في الرب” وقد حمل رسائل بولس إلى أفسس وكولوسي وربما إلى كريت أيضاً معزّياً قلوب المؤمنين في هاتين المدينتين ومعلماً إياهم بأحوال الرسول. وفي التراث أنه خلف سوستانيس على كولوفون أسقفاً. ولعله، حسبما يقول آخرون، كان أول أسقف على خلقيدونيا في بيثينيا.
أما قيصر فلعله المذكور في الرسالة إلى أهل فيليبي (22:4). قيل إنه تسقّف على كورونا في البليوبونيز.
وأما أبفرودتس فهو أيضاً أحد رفقاء بولس. ويظهر أن كنيسة فيليبي اختارته ليحمل عطايا إلى الرسول المصطفى لما كان مأسوراً في رومية. وذكر بولس في رسالته إلى أهل فيليبي أنه امتلأ إذ قبل من أبفرودتس الأشياء التي من عند أهل فيليبي “نسيم رائحة طيبة ذبيحة مقبولة مرضية عند الله” (في18:4). وكان أبفرودتس هو من حمل هذه الرسالة عائداً إلى فيليبي. وقد ورد في التراث أنه تسقّف على فيليبي.