في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهيدان تيموثاوس ومافرا *الشّهيدان ديودوروس ورودوبيانوس الشمّاس *الشّهيدة كسينيا العذراء الصّانعة العجائب *أبونا الجليل في القدّيسين بطرس العجائبيّ، أسقف أرغوس *أبونا الجليل في القدّيسين إيكومينوس العجائبيّ، أسقف تريكي اليونانيّة *الشّهداء السّبعة والعشرون المجهولو الإسم *الجديد في الشّهداء أحمد الخطّاط *القدّيس البارّ ثيودوسي الكييفيّ مؤسّس حياة الشّركة في الرّوسيّا *الشّهيد في الكهنة نيقولاوس بينيفولسكي الرّوسيّ.
* * *
✤ الجديد في الشّهداء أحمد الخطّاط ✤
أصله من القسطنطينية. مسلم الوالدين. كان يشغل منصب الكاتب الثاني في ديوان السلطان ويتمتّع بمركز اجتماعي مرموق. لم يكن متزوِّجاً ولكن كانت له سُرِّية، من عبيده، من أصل روسي. ولما كانت أسيرة روسية أخرى، وهي امرأة عجوز تقيّة، تخرج، على عادتها، إلى الكنيسة أيام الأعياد، كانت تحمل لسُرِّية أحمد بركة من القربان الأنتيرذورون والماء المقدّس. ذات يوم لاحظ أحمد أن فاه الفتاة الروسية يفوح بعطر طيِّب، فسألها ما عساها تكون قد أكلت. وهذا تكرّر عدّة مرّات. أخيراً أخبرته الفتاة أنها لم تأكل شيئاً آخر سوى الخبز الذي سبق فباركه الكاهن، وهو ما أتت به إليها المرأة العجوز. استبدّت بأحمد الرغبة في رؤية كيفية تلقّي المسيحيّين هذا الخبز وأية طقوس يمارسونها في كنائسهم. تخفّى بلباس المسيحيّين وتوجّه إلى كنيسة البطريرك وفي نيّته أن يتابع سير القدّاس الإلهي سرّاً. فلما كان الدخول الكبير رأى الكاهن يحمل الكأس المقدّسة ويمشي دون أن تطأ قدماه الأرض وكلّه نور. ولما بارك البطريرك الشعب رأى أحمد أشعّة من نور تنبعث من يديه وتتّجه صوب المؤمنين لتستقر على رؤوسهم. وحده هو بقي محروماً من هذا الإشعاع. فتحرّك قلب الرجل وآمن من كل قلبه دون تردّد. ومذ ذاك أخذ يجاهر بسمو الإيمان المسيحي أمام أقرانه. الخطّاط الذي شغل المركز الثالث بعد أحمد وكان يحسده، حرّك عليه رئيس الديوان وبقية العاملين فيه. أُحيل أحمد على المحكمة وجرى استجوابه. أجاب أحمد أنه اقتبل عملياً الإيمان المسيحي إثر رؤيا وأنه يتمنّى لأقرانه، من كل قلبه، أن يدركوا، بدورهم ما هم فيه من ضلال. اغتاظ القاضي لكلام أحمد وألقاه في السجن، بين المجرمين، وأعطى الأمر بحرمانه من كل طعام وشراب لستة أيام كاملة. بعد ذلك أوقف القاضي أحمد أمامه من جديد فصرّح أن هذا الصوم قد أتاح له فرصة استكمال تنقية نفسه وأن المسيح قد كشف له أعمق أسرار الإيمان مثبِّتاً إيّاه، بكل قوّة، في تصميمه بحيث صار أيسر على القاضي أن يعجن الحجارة والنار بيديه من أن يجعله يغيِّر رأيه. أُوقف أحمد أمام السلطان نفسه فهدّده بقطع رأسه فأجاب أن هذا سيجعله في منتهى الفرح. للحال لفظ السلطان حكم الموت بحقّه وجرى قطع رأسه في 3 أيار سنة 1682م. هكذا اعتمد أحمد بدم نفسه باسم خريستوذولوس، أي عبد المسيح. أُلقي جسده على الشاطئ، في مكان بقي مضيئاً عدّة أيام بنور سماوي.