في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*أطفال بيت لحم الشّهداء *القدّيس البارّ مركلّلوس الآفامي، رئيس دير الّذين لا ينامون *القدّيس البارّ تدّاوس الـمُعترف *القدّيس البارّ بنيامين النّيتري *القدّيس البارّ أثينودوروس *القدّيس جاورجيوس المرنّم، أسقف نيقوميذيّة *القدّيسون الأبرار الكهفيّون الرّوس مرقص الحفّار مع يوحنّا وثيوفيلوس.
* * *
✤ القدّيس البارّ بنيامين النّيتري ✤
توحد في برية نيتريا في مصر. عاش ثمانين سنة في نسك زائد. منّ عليه الرب الإله بموهبة شفاء المرضى. إما بوضع اليد أو بتزويدهم ببعض الزيت المقدس. قبل رقاده بثمانية أشهر أصيب بالاستسقاء. انتفخ جسده فوق القياس. أضحى منظره موجعاً منفراً. رغم كل شيء لم تتزعزع ثقته بالله ولا طلب من ربه الشفاء رغم أنه استمر في شفاء الآخرين. وقد بلغ انتفاخ جسده مبلغاً كبيراً حتى اضطر تلاميذه. لما مات، أن يهدوا حائط القلاية ليخرجوه.
عمل قساً للقلالي مع كل من القديس مكاريوس الإسكندري والأنبا أسحق. اعتاد أن يذهب مع غيره من المتوحدين ليعمل في الحقول في زمن الحصاد. كانوا يعطونه مقابل ذلك مقداراً من الزيت. وقد ظن أنه عمل إمانة إذ ثقب الوعاء بإبرة واكتفى لحاجته من الزيت بما خرج من الثقب. فلما كانت عادة المتوحدين أن يحملوا إلى الكنيسة، في زمن الحصاد، ما بقي عندهم من الزيت من السنة الفائتة فإنه اكتشف أن أحداً منهم لم يمس الزيت خاصته البتة خلال السنة كلها. ومن كثر تواضعه أخبر الإخوة تلاميذه بذلك واعترف لديهم أن التشوش والأسى بلغا عنده نتيجة ذلك مبلغاً عظيماً حتى حسب نفسه مجرماً أو زانياً.
وأخبر الأنبا بنيامين أيضاً أنه زار مرة أحد الشيوخ في الإسقيط وكان يحمل له قليلاً من الزيت فقال له الشيخ: هذا هو الوعاء الذي أتيتني به منذ ثلاث سنوات. فلما كشف بنيامين على الوعاء تبين له أن الشيخ لم يمسه البتة فتعجب.
وأخبر أيضاً أنه ذهب برفقة آخرين لزيارة شيخ آخر فاستقبلهم بمحبة كبيرة وألزمهم أن يأخذوا قليلاً من الطعام. وإذ جلسوا للأكل قدم لهم الشيخ، من جملة ما قدم، زيتاً مصنوعاً من اللفت كان رديء الطعم. فقال له زائروه: أما تقدم لنا يا أبانا زيتاً أفضل من هذا؟ فرسم على نفسه إشارة الصليب قائلاً: سامحوني يا إخوتي! لم أكن أعلم أن هناك زيتاً من نوع آخر!
هذا وقد اجتمع إلى القديس بنيامين تلامذة عديدون. فلما حضرته ساعة الوفاة أوصاهم قائلاً: افرحوا دائماً. صلوا بلا انقطاع. واشكروا على كل شيء (1تسالونيكي16:5)