Menu Close

في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:

*الشّهيد في الكهنة باسيليوس أماسيا والقدّيسة غلافيرة *القدّيسة البارّة يوستا *القدّيس البارّ نسطر *القدّيس البارّ كالنتيوس القبرصيّ *القدّيس البارّ جاورجيوس القبرصيّ *أبونا الجليل في القدّيسين كليتوس الرّوميّ *القدّيسة البارّة اسبيرانس الفرنسيّة *أبونا الجليل في القدّيسين بطرس براغا البرتغاليّ *القدّيس البارّ ركاريوس الفرنسيّ *أبونا الجليل في القدّيسين استفانوس برم الرّوسيّ *القدّيس البارّ جاورجيوس شنغورسكا الرّوسيّ *القدّيس البارّ يوانيكيوس دافيتش الصّربيّ الصّانع العجائب.

*        *        *

✤ أبونا الجليل في القدّيسين استفانوس برم الرّوسي✤

وُلد سنة 1340م. كان ابن كاتب، من استيوغ، مقاطعة دفينا الشمالية. انتقل والده إلى موسكو. هناك أبدى استفانوس طاقات استيعابية فذّة. صار قارئاً في الكنيسة. عطش إلى سيرة القدّاسة. انضمّ يافعاً إلى دير القدّيس جاورجيوس اللاهوتي في روستوف حيث تلقّن اليونانية وانكبّ على دراسة الكتب المقدّسة. كلّما تناهى إليه ذكر احد الحكماء كان يسارع إلى المكوث بجانبه لينتفع من خبرته.

ما أن سيم شمّاساً حتى تنامت في نفسه الرغبة في التخلّي عن الدرس والتمتّع بالأمان في الدير لكي يحمل نور الإنجيل إلى الزريان، وهي قبيلة وثنية تقيم في أرض برم، على المنحدرات الغربية للأورال. فلكي يتمكّن من ذلك تعلّم لغة الزريان وبعدما ابتدع أبجدية الأسقف جيراسيموس كولومنا الذي كان يتولى، يومذاك، متروبوليتية موسكو. ثم انتقل إلى برما متّكلاً على العناية الإلهية. لم ينجح، أول أمره، إلا قليلاً. تمكّن من تعميد عدد قليل من الوثنيّين. هؤلاء بنى لهم كنيسة تحمل اسم البشارة، ثم، بعد ذلك، ديراً. أكثر السكان بقي معادياً له حتى أنهم حاولوا قتله. لكن العناية الإلهية حفظته وتابع عمله بصبر وثبات.

ذات يوم بعدما رفع الصلاة إلى الربّ الإله لكي يجمع إلى حظيرته الخراف الضالة، توّجه إلى الهيكل الوثني، محرَّكاً بالغيرة الإلهية، وأضرم فيه النار بعدما قلب الأصنام. ثم وقف بقرب الخراب ينتظر بهدوء. وإذا بالوثنيّين يبلغون المكان والهروات في أيديهم، وهم مستعدّون لقتله، فهتف: “اللهمّ، في يدّيك أستودع روحي. احفظني تحت جناحي صلاحك!” للحال توقّف البرابرة واستحال سخطهم وداعة حتى أن القدّيس وجّه إليهم الأقوال التالية: “متى تُقلعون عن المخاتلات الشيطانية وتقون أنفسكم الدينونة والنار الأبدية؟ لو كانت هذه الأوثان آلهة حقّانية لكان بإمكانها أن تُخمد الحريق وتعاقب مسبّبها! لذلك أقول لكم دعوا عنكم هذه الخرافات الحمقاء واعترفوا بالإله الحيّ الحقيقي وحده. فإذا آمنتم واقتبلتم المعمودية المقدّسة خلُصتم وأخذتم ملكوت السموات، وإذا لم تؤمنوا أُدنتم لعذاب أبدي!”

اقتنع الوثنيون بكلام القدّيس وأخذ عدد المؤمنين، مذ ذاك، يزداد إلى أن استنارت تلك الناحية، برمّتها، بنعمة الإنجيل. أما القدّيس فكان يتبعه المستنيرون حديثاً من مكان إلى مكان، حيثما كانت هناك أوثان، فيقلبونها ويضرمون فيها النيران مع التقدمات التي رفعها الوثنيّون إليها. وقد بنى القدّيس للمؤمنين الجدد كنيستين جديدتين وأخذ يعلّم الناس قراءة كتاب الساعات والمزامير وبقية الكتب الكنسيّة التي سبق له أن نقلها إلى اللغة الزيرتانية. كما شرع في إعداد أقوام للشموسية والكهنوت، من بين تلاميذه، ليعطي الكنيسة الناشئة رجالاً محليّين يخدمونها.

ورغم النجاحات التي حقّقها رجل الله فإن ساحراً، اسمه بام، جهد ليستعيد شعب برم إلى الوثنية. وقد أتى، لهذا الغرض، بخدع أوحت له بها الأبالسة. ولما كان يقاوم القدّيس علانية تحدّاه ليثبت أيّاً هو الإيمان الصحيح. فقبل القدّيس العرض وأن يكون الامتحان بالنار والماء. فبعدما رفع استفانوس صلاة حارّة إلى الربّ الإله دعا متحدّيه،بهدوء وثقة، إلى الدخول سويّة في النار واليد باليد. وإذ تقدّم إلى النار المتّقدة شدّ الساحر بيده وقد أصابه الهلع وأخذ يصيح أنه لا يريد أن يُحرق حيّاً. فقال له القدّيس: “ألست أنت من اقترح ذلك لتجرّب الإله الحي، فما بالك تتراجع الآن؟” فاعترف الساحر بخطئه وكذلك لم يشأ أن يلقي بنفسه في نهر فيشيغا المتجمّد. فسأله رجل الله: هل تؤمن وتعتمد بما أنك انغلبت؟ فلم يشأ. في تلك الأثناء تعالت صيحات الجموع مطالبة بإعدام بام، فلم يوافقهم استفانوس مذكِّراً إياهم بوداعة يسوع ومحبّة الأعداء. فقط اكتفى بطرده من الناحية حتى لا يتسنى له، من بعد، أن يُفسد عباد الله.

وتضاعف عدد المؤمنين المهتدين لدرجة بدت معها الحاجة إلى اختيار أسقف عليهم ملحّة. خيار المسؤولين في موسكو وقع على القدّيس نفيه فسيم أسقفاً عام 1383. عاد إلى برم بهمّة مضاعفة وانكبّ على التعليم والتعميد وتأسيس الكنائس وسيامة الكهنة وإقامة المؤسسات. كما بنى أديرة واعتنى بالفقراء وتعزية المضنوكين. ولما ضربت الناحية المجاعة اهتمّ باستقدام القمح من فولودغا وتنظيم توزيعه على الناس بالمجّان.

تابع القدّيس استفانوس سعيه إلى النهاية. ولمّا دنت ساعته شدّد المؤمنين وزودّهم بإرشاداته وارتحل إلى موسكو. وما أن وصلها حتى رقد في 26 نيسان 1396م.

مواضيع ذات صلة