في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهداء بمفيلس البيروتيّ ورفقته *أبونا الجليل في القدّيسين ماروثا، أسقف ميافرقين *أبونا الجليل في القدّيسين فلافيانوس المعترف، رئيس أساقفة القسطنطينيّة *القدّيس البارّ فلافيانوس العجائبيّ *القدّيسة مريم الجديدة.
* * *
✤ أبونا الجليل في القدّيسين فلافيانوس المعترف، رئيس أساقفة القسطنطينيّة ✤
إثر موت البطريرك بروكلس القسطنطيني في تموز 446م، حلّ محلّه فلافيانوس وكان مشهوداً له بتقواه وفضيلته. خريسافيوس، الخصي، حاجب الأمبراطور ثيودوسيوس الثاني (408- 450م)، لم يرق له هذا الأختيار، فسعى للحصول على أمر ملكي بتنحية فلافيانوس. أثار بشأنه الشائعات ودعم، في وجهه، أحد رؤساء أديرة المدينة العظمى، أفتيشيس. هذا الأخير كان، إثر الحكم على نسطوريوس في مجمع أفسس (431م)، قد تطرّف فسقط في هرطقة الطبيعة الواحدة. قال إن في يسوع المسيح بعد التجسد طبيعة واحدة، وأن الطبيعة الإلهية فيه ابتلعت طبيعته البشرية.
لم يكن خريسافيوس مبالياً بفساد ما قاله أفتيشيس، كان همّه أن يطعن به فلافيانوس ويُحلّه محلّه. فلما كان مجمع محلي في القسطنطينية سنة 448م جاهر أفتيشيس برأيه فأُدين، لكنه لم يُسلّم لا هو ولا خريسافيوس بالهزيمة بل سعيا إلى الرد بالتعاون مع البطريرك الإسكندري ديوسكوروس. تركزّ همّ هذا الفريق على إقناع الأمبراطور، عبر الأمبراطورة أفدوكسيا، بضرورة الدعوة إلى مجمع جديد يدين فلافيانوس ومناصريه باعتبارهم نساطرة جدداُ. وبالفعل انعقد مجمع جديد سنة 449م، هو المعروف بمجمع أفسس اللصوصي، برئاسة ديورسكوروس. هذا قدم من مصر مصحوباً بعدد كبير من الأساقفة والرهبان. غرضهم كان تغليب القول بالطبيعة الواحدة وإعادة الاعتبار لأفتيشيس بكل الوسائل المتاحة. من الذين دعموا أفتيشيس أيضاً برصوم القادم من سوريا على رأس ألف من الرهبان. وكانت النتيجة أن أُعلي شأن أفتيشيس وقوله بالطبيعة الواحدة وأُدين فلافيانوس وعومل معاملة خشنة كما حُكم عليه بالنفي. ويبدو أنه قضى في هيبيد (ليديا)، في طريقه إلى المنفى.
فلما استلمت بلخاريا، أخت الأمبراطور ثيودوسيوس، دفّة الحكم بالوصاية سنة 450، أمرت باستعادة جسد فلافيانوس إلى المدينة المتملكة حيث جرى دفنه في كنيسة الرسل. وقد أعلن مجمع خلقيدونية (451م) قداسة الرجل بعدما أدان هرطقة الطبيعة الواحدة وحرم كلاً من ديوسكوروس وأفتيشيس، حاسباً فلافيانوس شهيد الإيمان القويم.
يذكر أن اسم القديس فلافيانوس يرد في بعض المصادر يوم الثاني أو الثالث من آذار مع القديس البابا لاون الرومي أو القديسة بلخاريا الأمبراطورة. يعيد له اللاتين يوم 17 من الشهر .