في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيسون الرُّسُل المجيدون الإثنا عشر *الشّهيد مليتون *الشّهيد بطرس سينوبي *الجديد في الشُّهداء ميخائيل البستانيّ الأثينائيّ *القدّيس البارّ جاورجيوس الثّالث الجيورجيّ *القدّيس جيلاسيوس ترانسيلفانيا *القدّيس مارتيال أسقف ليموج الفرنسيّة.
* * *
✤ القدّيسون الرُّسُل المجيدون الإثنا عشر✤
يُشار، بدءًا، إلى أنّ تُراث الكنيسة اعتاد، سواء من جهة القدّيسين أو الإيقونات، أن يجعل في عداد الإثني عشر كلًّا من القدّيسين بولس ومرقص ولوقا الإنجيليّين مُزيحًا الرُّسل يهوذا ويعقوب بن حلفى ومتيّاس مع حفظ الكرامة الكاملة لهم كرسل. كذلك يذكر السّنكسار اليوم الرُّسل الآخرين الّذين هم من السّبعين مع أنّ لهؤلاء عيدًا خاصًّا في 4 كانون الثّاني. كما يضمّ إليهم يعقوب أخ الرَّبّ والقدّيسات حاملات الطّيب وكلّ الرُّسل الآخرين المجهولي الأسماء الّذين اجتمعوا في العليّة، وكانوا في عداد المائة والعشرين الّذين، يوم العنصرة، اقتبلوا ملء نعمة الرُّوح القُدُس.
الرُّسل الإثنا عشر هم قواعد الكنيسة وأعمدتها وهم الملائكة المكلّفون بحفظ الأبواب الإثني عشر المفضية إلى أورشليم العلويّة (رؤ 21: 9).
إثني عشر كان عدد أبناء يعقوب الّذين كانوا في أصل شعب إسرائيل، وإثنا عشر هم التّلاميذ الّذين اختارهم الرَّبّ وجعلهم شهودًا لتعليمه وعجائبه وأرسلهم ليكرزوا بملكوت الله مُسبِغًا عليهم سلطان طرد الأبالسة وشفاء المرضى (مت 10). هؤلاء، أيضًا، أرسلهم أخيرًا، بعد قيامته، ليذهبوا إلى العالم أجمع ويكرزوا بالإنجيل للخليقة كلّها ويعمِّدوا كلّ الأمم باسم الآب والابن والرُّوح القُدُس.
وكما أرسل الآب الابن إلى هذا العالم لخلاصنا، اختار الرَّبُّ يسوع هؤلاء التَّلاميذ وأرسلهم ليكرزوا بملكوت السّماوات أنّه قريب: “كما أرسلني الآب كذلك أُرسلكم أنا” (يو 20: 21). وقد أرادهم، ليكونوا رسله، أن يتخلّوا عن كلّ تعلّق بالأرضيّات. “لا تقتنوا ذهبًا ولا فضّة ولا نُحاسًا في مناطقكم ولا مزودًا للطّريق ولا ثوبَين ولا أحذية ولا عصا” (مت 10: 9– 10). كذلك أعلمهم بأنّهم سوف يُواجهون ضيقات جمّة ويتعرّضون لاضطهادات شهادة له: “ها أنا أُرسلكم كغنم في وسْط ذئاب… وتكونون مُبغَضِين من الجميع من أجل اسمي… وتُساقون أمام ولاة وملوك من أجلي شهادة لهم وللأمم. فمتى أسلموكم فلا تهتمّوا كيف أو بما تتكلّمون لأنّكم تُعطَون في تلك السّاعة ما تتكلّمون به لأن لستم أنتم المتكلّمين بل روح أبيكم الّذي يتكلّم فيكم” (مت 10: 17– 20).
وكشهود لقيامة الرَّبّ، سواء بحياتهم أو بكرازتهم، قرّب الرَّسل القدّيسون أنفسهم “منظرًا للعالم، للملائكة والنّاس” (1 كو 4: 9) وكان لسان حالهم: “إلى هذه السّاعة نجوع ونعطش ونعرى ونُلكَم وليس لنا إقامة. صرنا كأقذار العالم ووسخ كلّ شيء إلى الآن” (1 كور 4: 10– 13). فعلوا ذلك لكيما بأضحيتهم تُشاد الكنيسة بقوّة الله لا بحكمة النّاس.
بالإضافة إلى هامتَي الرُّسُل بطرس وبولس عندنا:
- أندراوس المَدعوّ أوّلًا، أخ بطرس الّذي أذاع بالإنجيل في بيثينيا السّاحليّة والبنطس وأرمينيا. وإذ عاد على طريق البنطس وبيزنطية، انحدر حتّى إلى اليونان وقضى مصلوبًا في باتَرا في أخائية (30 تشرين الثّاني).
- يعقوب بن زبدى الّذي شهد للقيامة في كلّ اليهوديّة. قضى بالسّيف بأمر الملك هيرودوس أغريبا الّذي غار منه لشهرته (30 نيسان).
- يوحنّا اللّاهوتيّ، أخ يعقوب، الّذي استراح على صدر السَّيّد. بعدما أذاع بالمسيح في مقاطعة آسيا، جرى نفيه، بأمر دومتيانوس، إلى باتموس. من هناك كتب إنجيله وسِفر الرّؤيا. رقد بسلام في الرَّبّ إثر عودته إلى أفسس وكان قد أصاب شيخوخة مُتقدّمة (26 أيلول).
- فيليبُّس الّذي من بيت صيدا. مواطن لبطرس وأندراوس. أذاع بالبشارة في مقاطعة آسيا وناحية هيارابوليس الفيرجية برفقة أخته مريامني والقدّيس برثولماوس. رقد في هيارابوليس. صلبه الوثنيّون (14 كانون الأوّل).
- توما المدعوّ التّوأم. نشر الإنجيل بين البرثانيّين والماديّين والفرس وسكّان الهند. قضى بيد الوثنيّين طعنًا بالحراب (6 تشرين الأوّل).
- برثولماوس الّذي بشّر في ليديا وميسيا مع الرَّسول فيليبس، ثمّ بعد موت هذا الأخير، تابع عمله في العربيّة السّعيدة وبلاد فارس والهند. أكمل سعيه في أرمينيا مصلوبًا في البانوبوليس (أو أوربانوبوليس). رفاته الّتي أُقفل عليها في صندوق من رصاص وأُلقيت في البحر استُعيدت، فيما بعد، في صقليّة (11 حزيران).
- متّى العشّار الّذي سُمِّي لاوي. كان أخ يعقوب بن حلفى. بعدما كتب إنجيله كرز فيما بين البرثانيّين. قضى حرقًا في هيارابوليس على الفرات (16 تشرين الثّاني).
- يعقوب بن حلفى. أذاع بالمسيح في غزّة وألفثاروبوليس ونواحيهما. قضى صلبًا في مدينة أوستراسين في مصر (9 تشرين الأوّل).
- سمعان الغيور الّذي من قانا الجليل. دُعي أيضًا نثنائيل. أذاع بالبشارة في موريتانيا وإفريقيا الشّماليّة. قيل ذهب بعد ذلك إلى بريطانيا العظمة حيث قضى صلبًا (10 أيّار).
- يهوذا نسيب الرَّبّ المدعو أيضًا تدّاوس ولاوي. نشر الإنجيل في بلاد ما بين النّهرَيْن وأنهى أيّامه في ناحية جبل أرارات شنقًا وطعنًا بالسّهام (19 حزيران).
- متيّاس الّذي ضُمّ إلى الرّسل بعد الصّعود بديلًا عن يهوذا الخائن. بشّر في الحبشة حيث قضى تحت التّعذيب بيد الوثنيّين (9 آب).
بالإضافة إلى هؤلاء عندنا مرقص، الابن الرّوحيّ للقدّيس بطرس، الّذي أذاع بالإنجيل في الإسكندريّة والمدن الخمس اللّيبيّة وقضى شهيدًا مسحوقًا بصخرة (25 نيسان). وهناك لوقا الطّبيب الموصوف أيضًا، في التّقليد، بـ “الرَّسّام”. تبع بولس الرّسول وكتب إنجيله بوحي منه. لمّا بلغ طيبة في بيوثيا رقد بسلام وكان في الثّمانين.
هؤلاء هم الّذين إلى أقاصي الأرض خرج صوتهم وإلى أطراف المسكونة كلامهم (مز 18: 5) شهادة لقيامة الرَّبّ يسوع المسيح ومدًّا لجسده الكنيسة. هؤلاء كانوا مطلع السُّلالة الرّسوليّة الّتي لا زالت، إلى اليوم، في القدّيسين، تنقل كلمة الحياة وتشهد بقيامة السَّيّد.