في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
الشَّهيدان أرميلس وأستراتونيكس. *القدّيس البارّ يعقوب النّصيبيني. *الشَّهيد أثناسيوس. *الشَّهيدان باخوميوس وبابيرين. *القدّيس البارّ مكسيموس الحرّاق. *الشَّهيد في الكهنة بطرس كابيتولياس. *القدّيس البارّ إيرينرخس روستوف. *القدّيس هيلاريون، أسقف بواتييه. *القدّيستان الشَّهيدتان إفستاثيا وتتيانا.
✤ الشَّهيدان أرميلس وأستراتونيكس✤
كان أرميلس شماساً في سيغيدونم، القريبة من بلغراد، أيام الإمبراطور ليسينيوس. افتُضح أمره أنه مسيحي فجاء إليه الجند فاستقبلهم على الرحب والسعة. استاقوه إلى حضرة الإمبراطور فأجاب بجرأة ورباطة جأش على الأسئلة التي وجّهها إليه، ساخراً من فعل عبادة الأوثان، فمزّقوا خدّيه. ولما أُلقي في السجن جاءه ملاك الرَّبّ فعزّاه وقوّاه ودعاه إلى الثبات في الجهاد إلى المنتهى. أوقفوه، من جديد، أمام الطاغية فبدا متشدّدا، ثابتاً في الإيمان بالمسيح يسوع، على غير ما كانوا يتوقّعون. انهال عليه ستة من الجلاّدين ضرباً بالسياط فتكبّد ما نزل به من دون تذمّر. اكتفى بالصَّلاة إلى ربّه أن يؤهّله للمشاركة في آلامه الخلاصية، فجاءه صوت من العلاء يعده بإكليل المجد في غضون ثلاثة أيام.
وكان بين الجلاّدين واحد اسمه استراتونيكس. هذا تحرّك قلبه لمرأى أرميلس ونفذت نعمة الرَّبّ الإله فيه فوجد نفسه مائلاً إلى الإيمان بمن يؤمن أرميلس به. ولكن كانت تنقصه الشجاعة بعد ليجاهر بالمسيح ويخوض غمار الشهادة. فلما كان الغد، جيء بأرميلس مجدّداً وأنزل الجلاّدون به عذابات مرهبة فلمّا يتمالك استراتونيكس نفسه أمام فظاعة المشهد وانفجر باكياً. كانوا قد مدّدوا من أضحى صديقه على الأرض وانهالوا عليه بسياط لها في أطرافها مثلثات حديدية مسنّنة، وتمزّق جلده حتى إلى الأحشاء بمخالب حادة. فلما رأى الجنود ما آلت إليه حال استراتونيكس استجوبوه. كانت ساعته قد دنت، فاعترف ولم ينكر أنه لا يحسب نفسه صديقاً وحسب بل مؤمناً بمن يؤمن هو به، وهو مستعد لأن يشترك وإيّاه في الموت من أجل محبة المسيح. للحال أوقف استراتونيكس وحُكم عليه بالجلد فتقوّى بنعمة الله ومرأى أرميلس وسأله الصَّلاة من أجله ليثبت إلى النهاية السعيدة. فلما أعيد الصديقان إلى السجن جاءهما صوت من السماء يقول لهما: غداً تظفران بإكليل المجد!
فجر اليوم التالي، أخذوا أرميلس وعلّقوه على خشبة راغبين في تقطيعه. وبعدما تبيّن لهم أنه لا فائدة من محاولة استعادة استراتونيكس إلى الوثنية لأنه كان ثابتاً في عزمه وإيمانه، أخذ الجلاّدون الاثنين معاً ووضعوهما في زنبيل وألقوهما في نهر الدانوب. هكذا أكمل شهيدا المسيح شوطهما وتكلّلا بالمجد. وقد تمكّن المسيحيون من التقاط جسديهما فأخذوهما بفرح عظيم ودفنوهما بإكرام جزيل على مقربة من المدينة.