في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس حبقوق النّبيّ *القدّيسون الأبرار يوحنّا وهيراقليمون وأندراوس وثيوفيلوس المصريّون *الشّهيدة طيبة (ميروبا) *دخول جسد القدّيس العظيم في الشّهداء ديميتريوس إلى بيت المقدس *القدّيس البارّ كيرلّلس الفيلاويّ *أبينا الجليل في القدّيسين يسّى السّوريّ، أسقف سيلقان الجيورجيّة *أبينا الجليل في القدّيسين أثناسيوس الحبيس*القدّيس بورفيريوس الرّائي.
✤ القدّيس البارّ كيرللس الفيلاويّ (+ 1110 م)✤
هو من قرية تدعى فيلايا في مقاطعة تراقيا. على بعد حوالي أربعين كيلومتراً من مدينة القسطنطينية. أبدى منذ حداثته استعدادات ممتازة لدراسة الكتاب المقدس وخدمة الله. جعله أسقف المحلة قارئاً وظن أنه سينصرف إلى خدمة الكهنوت متى بلغ السن القانونية. لكنه لم يفعل. تزوج وأنجب. أخذ بالمثال الرهباني فانكب على تجسيده في حياته الزوجية قدر استطاعته. شاركته زوجته بفرح، في مسعاه. اعتمد في مأكله نظاماً صارماً فصار لا يأكل يومياً. من الاثنين إلى الجمعة. سوى وجبة يتيمة. عند المساء، مكتفياً فيها بالماء والخضار المجففة. أما السَّبت والأحد فكان يتناول ما هو مسموح به، وبالقدر اليسير. وإذ رغب أن يسلك في الطاعة الكاملة نظير الرهبان، ولو إلى حين، عمل نوتياً على ظهر سفينة حاسباً نفسه عبداً للجميع كما لله، مقتبلاً بفرح كل ما يأتي عليه من ظلم ومهانة وسخرية وتعيير. اعتاد أن يعتبر ما يصيبه من تدبير ربه كما لتكون له فرصة التكفير عن خطاياه والتألم من أجل اسم الله القدوس. وإذ عاد إلى بيته اتفق وزوجته على أن ينصرف في غرفة صغيرة من غرف المنزل إلى السهر والصوم والتسبيح والصلاة المستمرة. أقام على ذلك سنوات. ولكي يتصدى للضجر، اعتاد أن يشغل نفسه ببعض العمل اليدوي وإصلاح شباك الصيادين، جيرانه. إذ كانت قريته على ضفاف بحيرة اسمها دركوس. ويبدو أن زوجته أطلقته بعد حين، أو ربما رقدت. فتنقل قليلاً حتى بلغ رومية. ثم عاد إلى فيلايا ليستقر فيها راهباً في دير كان أخوه ميخائيل قد أسسه. انصرف، سنوات، إلى خلوته. ثم تحول إلى الاهتمام بإرشاده الإخوة في الدير وتعليمهم. من طرائفه، في هذه المرحلة من حياته، أنه أعطى مرة، كتاب المزامير، خاصته، إلى راهب فقير. وإذ أغلق على نفسه. في تلك الليلة، للصلاة، كعادته تلا عن ظهر قلب ما كان قد حفظه من مزامير. ولما خانته ذاكرته واشتاق إلى المزيد، حضره ملاك من نور ولقنه كتابا لمزامير كاملاً. مذ ذاك لم يعد بحاجة إلى كتاب. صار يتلو المزامير غيباً دونما عناء. وصار بإمكانه، إلى ذلك، أن يفسرها تفسيراً مستنيراً. جاءه أحد أبنائه بالجسد، وكان في الرابعة عشرة، فرغب إليه أن يشاركه سيرته. فقسى عليه قسوة كبيرة ليختبر قوة عزمه وشدة مراسه. وإذ وجده صادقاً صبوراً مجاهداً ضمه إليه. وقد أبدى الابن قدراً عظيماً من الغيرة والطاعة حتى حسبه الله، في وقت قصير، أهلاً لعشرة القديسين فأخذه إليه بعد سنة وستة أشهر من ذلك. منّ الله على عبده كيرللس بموهبة صنع العجائب والتعليم. وقد استمر قاسياً على نفسه طوال سني حياته. كما لو كان مبتدئاً. وإذ أكمل سعيه وامتلأ من الروح القدس رقد بسلام في الرَّبّ في الثاني من كانون الأوَّل 1110م. وقد أجرى الله برفاته عجائب كثيرة.