في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشَّهيد ماما ووالداه ثيودوتوس وروفينا. *القدّيس يوحنّا الصَّوّام بطريرك القسطنطينيّة. *شهداء نيقوميذيّة الـ 6628. *الشُّهداء ديوميدوس ويوليانوس وأوتيخيانوس وهزيخيوس وليونيدوس وفيلادلفوس وميلانيبوس وبرتغابوس وعمّون وآيثالا. *القدّيسان الصِّدّيقان ألعازر وابنه فنحاس. *الشُّهداء الرُّوس الجدد برصنوفيوس كريلّوف وآخرون.
✤ القدّيس ماما الشَّهيد (+ 275)✤
ولد القدّيس ماما في ناحية بافلاغونيا في ولاية البنطس. كان والداه ثيودوتوس وروفينا، زوجين مسيحيّين تقيّين، فقبض عليهما الولاة وزجّوهما في السجن من أجل اسم الربّ يسوع. لم يكن ماما، يومذاك، قد أبصر النور. هناك، في السجن، رقد أبوه رقود المعترفين، وما لبثت زوجته أن لحقت به بعد أن وضعت مولوداً ذكراً. بين أبوين معترفين راقدين، أبصر المولود الجديد النور. وبطريقة لا نعرفها، درت أرملة مسيحيّة تقيّة اسمها أميّان بما جرى في السجن، فدخلت على الحاكم وسألته أن تأخذ جسدي الراقدين لتدفنهما وأن تأخذ الصبي لتربيه، فأذن لها. أخذت أميّان الصبي إلى خاصتها واعتنت بأمره. وقد بقي أخرس لا ينطق بكلمة حتى بلغ الخامسة. وكانت أول كلمة خرجت من فمه “ماما”، فجرى عليه، منذ ذلك الحين، لقب “ماما”. نشأ “ماما” على التقوى ومحبّة الله. فلما بلغ الخامسة عشرة من عمره، أبدى حماساً كبيراً للمسيح، وكان جسوراً، يجاهر بإيمانه قدام أقرانه ويسخر من الأصنام دون مهابة. وحدث، في ذلك الوقت، أيام الأمبراطور أوريليانوس، أن موجة من الاضطهاد ثارت على المسيحيّين، لم توفّر كبيراً ولا صغيراً. فقبض الجند على “ماما” إثر وشاية، وحاولوا إرغامه على تقديم الذبائح للأصنام فامتنع، فساقوه أمام ديمقريطس، حاكم قيصرية الكبادوك، ومن ثمّ أمام الأمبراطور نفسه. حاول الأمبراطور، أول الأمر، أن يتملّقه كما يتملّق الكبار والصغار فأخفق. فاغتاظ لرؤية ولد يتحدّى إرادته، وصار يتهدّده ويتوعده، ثمّ سلّمه إلى الجلاّدين فضربوه بالسياط وردّوه. أعاد الأمبراطور الكرّة فقال لـ “ماما”: “حسناً! إذا لم تكن راغباً في تقديم الذبائح لآلهة المملكة فلا بأس، أعفيك من ذلك. فقط قل إنّه سبق لك أن ضحّيت للآلهة وأنا أطلقك”. فقال “ماما”: “لم أضحّ ولن أضحّي، ولست مستعداً لإنكار سيّدي وإلهي يسوع المسيح”. إذ ذاك سلّمه الأمبراطور إلى المعذّبين الذين أشبعوه ضرباً وأحرقوا أطرافه بالمشاعل وطعنوه بالحراب ثمّ ألقوه في البحر. إلاّ أنّ بعض المؤمنين التقطوا بقاياه. وهكذا قضى ماما شهيداً للمسيح. ويقال إنّ العديد من المرضى شفوا بشفاعته وبركة رفاته.
ملاحظة إلى جانب هذه الترجمة للقدّيس ماما الشَّهيد، هناك ترجمة أخرى تفيد أنّه كان عامياً من بلاد الكبادوك وأنّه كان راعياً للأغنام، لا يعرف من الدنيا غير المسيح وأغنامه. فلما حرّك أوريليانوس موجة الاضطهاد على المسيحيّين، سنة 275، قبض الولاة على ماما وحاولوا إكراهه على إنكار المسيح والخضوع للأوثان، فأبى فنكلوا به وأماتوه ميتة صعبة. هذا وأن للقدّيسين باسيليوس الكبير وغريغوريوس اللاهوتي مدائح قيّمة فيه. تجدر الإشارة إلى أنّ الكنيسة اللاتينية تعيّد للشهيد ماما في 17 آب، فيما تعيّد له الكنيسة المارونية في هذا اليوم عينه، أي في الثاني من أيلول.