في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*عيد جامع لوالدة الإله الفائقة القداسة. *ذكرى الهروب إلى مصر. *القدِّيس أفثيميوس الـمُعتَرِف، أسقف صرده. *القدِّيس البارّ قسطنطين اليهوديّ الـمُهتدي. *القدِّيس البارّ أفاريستوس القسطنطينيّ. *القدِّيس الشَّهيد الجديد قسطنطين الرّوسيّ. *القدِّيس البارّ نيقوديموس تيسمانا.
✤ القدِّيس البارّ أفاريستوس القسطنطيني (+897 م)✤
اسمه كان سرجيوس. ولد في غلاطية. أرسله أبوه، وهو في السنة الثالثة والعشرين إلى القسطنطينية، إلى قريب له كان يشغل منصباً رفيعاً في القصر الملكي. اصطحبه قريبه، مرة، في سفارة لدى البلغار. في الطريق توقفت القافلة في مدينة صغيرة اسمها بروباتون في تراقيا. هناك وقعت بين يدي سرجيوس عظة للقديس أفرام السرياني عن يوم الدينونة وما سيكون عليه حساب كل واحد لدى الله. تحركت نفسه وصحت فيه رغبة للحياة الرهبانية كانت قد عنت على باله في أول شبابه ثم خفتت. قام فانصرف سراً وانضم إلى ناسك قديس اسمه يوحنا السكيثي كان يحيا قريباً من الموضع برفقة تلميذ. بعد ستة أشهر، أرسله معلمه إلى دير ستوديون في القسطنطينية مزوداً برسالة توصية. اهتم بأمره رئيس الدير، القدِّيس نوقراتيوس، اهتماماً كبيراً. ألبسه الثوب الملائكي وأعطاه اسم أفاريستوس. خدم في قاعة الطعام. نبذ مشيئته الذاتية واعتاد أن يخدم الجميع كما لو كان كل واحد منهم المسيح بالذات. اعتاد أن يتأمل في كلمة الله ويضبط حركات جسده بنسك يفوق المعتاد. كان ورفيق له اسمه أفبيوتوس يقضيان الليل بطوله في الصلاة ثم يأتيان إلى الكنيسة، في اليوم التالي، كأول القادمين لإتمام الفرض الجماعي. أضحى التسبيح له متعة وكان يكتفي من الطعام بخبزة من الشعير وبعض عصير الخضار. نسك وصاحبه ببركة رئيس الدير في أحدى الجزر لبعض الوقت. لكن آثر الرئيس استدعاءهما إليه من جديد ليكونا قدوة صالحة لسائر الرهبان. أضحى بعد حين مساعداً لمدبر دير الستوديون. اضطر والرهبان إلى ترك الدير إلى أماكن متفرقة بعد الاضطرابات التي أعقبت اختيار القدِّيس فوتيوس بطريركاً. صار رئيس أحد الديورة في القسطنطينية في كوكوروبيون. رغم اهتمامه بإدارة الدير وأشغال البناء والتجميل كان يحتقر العالميات. همّه الأوَّل كان تجميل صورة الله المحفورة في نفسه. استقر في قلاية صغيرة وحمل على بدنه سلاسل من حديد. كان صواماً قواماً لا يكف عن البكاء توبة ورأفة بالناس. اعتاد أن يوزع على الفقراء ما يفيض عن حاجة الدير، كما اعتاد أن يستقبل الخطأة بفرح ووجه مشرق بالنور الإلهي ليصالحهم مع الله بأقوال حلوة كالعسل. جرت به عجائب ونبوءات جمّة. استودع الرب الإله روحه عن عمر ناهز التاسعة والسبعين سنة 897م. كان ذلك ليلة ميلاد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح بالجسد.