Menu Close

في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:

*الشَّهيد بونيفاتيوس.*الشّهداء آرس وبروبس وإيليّا.*الشَّهيدان تيموثاوس وبوليفاكتوس.*الشّهداء سعيد (أفتيشيس) وتسالونيكيا ورفقتهما.*الشَّهيد تريفون.*القدِّيس بونيفاتيوس الرّحيم، أسقف فيرانتينو.*أبينا الجليل في القدِّيسين غريغنتيوس، أسقف أكسوم.*القدِّيس البارّ إيليّا الكييفيّ الّذي من موروم.

أبونا الجليل في القدِّيسين غريغنتيوس، أسقف أكسوم

ولد في ميلانو مطلع القرن السادس الميلادي. نشأ على الفضيلة في كنف والدين تقيّين. لما بلغ السن القانونية سيم شماساً. أقبل على حياة النسك زماناً حتى منّ عليه الربّ الإله بموهبة صنع العجائب. تعهدّه ناسك عاش قريباً من المدينة. عرف  أن الرب الإله يريده أن يكون أسقفاً في مكان بعيد. تكوّن لديه هذا اليقين بعدما تنبّأ له الناسك بذلك وظهر له الرسول بطرس في رؤيا. ارتحل إلى الإسكندرية. في تلك الأثناء فرغ كرسي أكسوم في أثيوبيا فبعث ملكها ألسبان (كالب) إلى بطريرك الإسكندرية يسأله إيفاد أسقف جديد يكون تقياً حكيماً ويتمتع بالغيرة الرسولية. بحث البطريرك عن شخص مناسب فلم يوفّق. لجأ إلى الصلاة. أثناء الصلاة ظهر له مرقص الرسول وأعلمه أن الرب الإله قد اختار رجلاً إيطالياً اسمه غريغنتيوس ليكون هو الأسقف العتيد. وأن الرجل مقيم عند فلان من سكان المدينة. امتلأ البطريرك فرحاً وأرسل في طلب الشاب. لما حضر أعلمه بقصد الله له. أقام غريغنتيوس عند البطريرك أياماً ثم جرت سيامته وأُرسل برفقة آخرين إلى أثيوبيا. انكبّ غريغنتيوس على خدمة شعبه الجديد فعلّم وثبّت الإيمان وركّز دعائم أبرشيته. قرابة العام 523م شنّ ملك سبأ الحميري، المدعو ذو النؤاس، وكان يهودياً، حملة على المسيحيين وفتك بالعديد منهم. على الأثر جرّد ألسبان (كالب)، ملك الحبشة، حملة على حِمْيَر وتمكّن منها وأقام عليها واحداً اسمه إبراهيم ملكاً. وكان على غريغنتيوس أن ينعش المسيحية في النواحي المفتتحة فسام العديد من الكهنة والشمامسة ووزّعهم على النواحي المضروبة للملمة المسيحيين. أما اليهود، وكانوا كثراً، فكان على غريغنتيوس أن يسعى إلى هدايتهم إلى الإيمان بالمسيح. ففي بلدة اسمها صافار كان أكثر السكان من اليهود. هؤلاء ذهبوا إلى الملك إبراهيم وعرضوا عليه أن يدخلوا في مباحثة إيمانية مع المسيحيين فإن تمكّن المسيحيون من إقناعهم صاروا على دينهم. دامت المناظرة بضعة أيام وحضرها آلاف من الناس. بدا غريغنتيوس أكثر علماً وأقوى حجة من سائر المعلمين اليهود. فلما رأى اليهود أنهم أفحموا. وأبوا مع ذلك أن يستسلموا، قال أحدهم: إذا كان يسوع الذي صلبه آباؤنا ابن الله بالفعل وهو حي كما تقولون فليُظهر ذاته لنا ونحن مستعدّون لأن نؤمن به. على الأثر انعزل القدِّيس غريغنتيوس عن الجماعة قليلاً ورفع صلاة حارة إلى ربّه في هذا الشأن. فجأة زلزلت الأرض وصوّت الرعد وبدت السماء على وشك أن تتمزّق. وإذ بها تنفتح من جهة الشرق وتظهر غيمة مضيئة تشتعل بهاء وتنحدر ببطء صوب الأرض باتجاه الموضع الذي كان القوم مجتمعين فيه. في وسط الغيمة انتصب رجل ذو جمال لا يوصف، مشعّ الوجه وثيابه كالبرق. هذا مشى في الغيمة حتى وقف فوق الأسقف. كل الحاضرين رأوه في مجد وجلال لا يدانى، ومن الخوف سقطوا على وجوههم. إذ ذاك هتف غريغنتيوس: “قدوس واحد، رب واحد، يسوع المسيح، لمجد الله الآب، آمين!” فخرج صوت من لدن المجد الإلهي يخاطب اليهود ويقول لهم: “من أجل صلوات الأسقف، يشفيكم المصلوب من جحود آبائكم!” وارتدّت الغيمة ببطء إلى الوراء كما أقبلت إلى أن توارت. بعد ذلك اعتمد اليهود بأجمعهم وكانوا زهاء خمسة آلاف. تابع غريغنتيوس رعايته لشعبه إلى أن رقد في الرب مكمّلاً بالفضائل في 19 كانون الأوَّل سنة 552م. ذكر أن الكنيسة في سبأ تابعت مسيرتها بسلام حتى ظهور الإسلام.

مواضيع ذات صلة