في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدِّيسون الشُّهداء تيرسس ولوقيوس وكلينيكوس .*الشُّهداء أبولونيوس وفيليمون وأريانوس وحراسه الأربعة .*تذكار الزّلزلة الّتي ضربت القسطنطينيّة في 14 كانون الأوّل سنة 557 م .*القدِّيس البارّ دانيال الرّومانيّ الهدوئيّ.
✤ القدِّيس البارّ دانيال الرُّومانيّ الهُدوئيّ (+1496 م)✤
من مولدافيا في رومانيا. وليد عائلة فقيرة من رادوتسي. ترهب في سن السادسة عشرة في دير القدِّيس نيقولاوس. كان كاملاً في فقره وطاعته. اعتاد أن يقضي خمسة أيام في الأسبوع لا يتناول فيها شيئاً من الطعام. اعتاد أيضاً أن يسهر الليل بطوله يتلو كتاب المزامير بأكمله عن ظهر قلب. كان للإخوة في الدير مثالاً في التقى والصمت والوداعة. أضحى بسرعة إناء مختاراً لروح الرَّبّ. سيم كاهناً ونال شهرة واسعة بسبب العجائب التي سرّ الرَّبّ الإله أن يجريها به، وأيضاً لموهبة التبصر لديه. انتقل إلى دير القدِّيس لغرانديوس هرباً من المجد الباطل. لحقه الناس إلى هناك التماساً للخلاص من الأرواح الشريرة وكل عاهة. لبس الإسكيم الكبير واتخذ اسم دانيال بعد أن كان اسمه، إلى ذلك الحين، ديمتري ثم داود. قرابة العام 1450م توغل في الغابات. حفر لنفسه قلاية في الصخر واستقر فيها. كما اتخذ من حفرة ثانية أصغر من الأوّلى كنيسة. كان ذلك في واد يدعى “بوتنا” في الجزء الشمالي من مولدافيا الحالية. استغرق في صلاة القلب المستمرة ليل نهار. لم يعتد الخروج من قلايته إلا أيام الآحاد طلباً للقداس الإلهي. جاهد ضد مكابد إبليس بضراوة. منّ عليه الرَّبّ الإله بنعمة الدموع. استيفانوس الكبير، أمير مولدافيا، أضحى أحد أبنائه الروحيين. كان يعتمد على نصيحته وصلاته في صراعه مع الأتراك. بنى، إثر نصيحة القدِّيس، ثمان وأربعين كنيسة، واحدة بعد كل انتصار على الأتراك. صار دانيال أباً ونموذجاً للحياة الرهبانية الكاملة في كل مولدافيا. كان له من الأبناء الروحيين ألف ومن الهدوئيين مائة. بعد عشرين عاماً في “بونتا” انتقل إلى مكان قريب من دير يدعى دير فورونيتز. هناك أيضاً حفر لنفسه قلاية في الصخر أقام فيها زهاء عشرين عاماً واجتذب المزيد من طلاب صلاة القلب والحياة النسكية. ثمة عدد لا بأس به من تلاميذه صار أباً روحياً وصانع عجائب على مثال دانيال، وبعضهم تبوأ مراكز كنسية حساسة. في الثمانين من عمره جُعل دانيال رئيساً لدير فورونيتز حيث شيد استيفانوس الكبير كنيسة واسعة. عاش القدِّيس إلى سن التسعين. أكرمه الناس قديساً في حياته. رقد بسلام. دفن في كنيسة الدير حيث ما يزال إلى اليوم. أعلنت قداسته رسمياً في 20 تموز سنة 1992م. تصوره إيقونته شيخاً طويل اللحية، أبيضها، متشحاً بثياب النساك. في يساره عصا وفي يمينه رق عليه هذه الكتابة: “هلم إلي يا إخوتي فأكلمكم وأعلمكم مخافة الله”.