في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الرّسل أولمباس وروديون وأراستس وسوسيباتروس وترتيوس وكوارتس . *الشَّهيد أوريستس . *أبينا الجليل في القدّيسين نونس، أسقف بعلبك . *الشَّهيد في الكهنة ملش والّذين معه . *الشّهداء كاليوبيوس ونيروس وأريون . *القدّيس أفرام المعترف الأسقف . *الشَّهيد قسطنطين أمير جيورجيا . * أبينا القدّيس البارّ أرسانيوس الكبادوكي الصّانع العجائب . *الشّهداء الرّوس الجدد بروكوبيوس تيتوف رئيس أساقفة شرصونة وآخرون.
* * *
✤ تذكار القدّيس الشَّهيد في الكهنة ملش، أسقف مدينة تليبوليس الفارسية والَّذين معه (+341 م)✤
كان ملش جندياً في جيش الملك الفرس عندما رأى رؤيا جعلته يترك الجندية لينصرف إلى النسك والصلاة من أجل الشعب الغارق في الظلمة وظلال الموت. وما إن ذاع صيت حياته الفاضلة حتى جعلوه أسقفاً على مدينة تليبوليس حيث عاين دانيال النبي قديماً رؤى.
بذل ملش كل ما أوتي من جهود وطاقات لينقل سكان تلك البقعة من الظلمة إلى النور، فلم يلق غير الخيبة. أخيراً طردوه من المدينة بعدما أشبعوه ضرباً. ولكن، كان لا بدّ للشعب المستكبر الغليظ الرقبة أن يدفع ثمن استكباره. فلقد دفع الغرور الشعب إلى الثورة على الملك فأخمدها بقوّة ونهب المدينة وأحدث فيها حماما دم رهيباً.
أما ملش فانتقل إلى أورشليم حيث تتلمذ للقدّيس عمون، تلميذ القدّيس أنطونيوس، على مدى سنتين. إثر ذلك عاد إلى مدينته وباشر فيها عملاً دؤوباً جمع فيه بين البشارة وتعزية القلوب. وقد أعطاه الله موهبة صنع العجائب فطرد الشياطين وشفى المرضى، وتمكّن أخيراً من كسب العديد من عبّاد الشمس إلى المسيح.
وما أن انتشر خبر نجاحه حتى خطفه أحد الحكّام في عبوره بإحدى المدن وأخضعه مع ثلاثة من تلاميذه، إيبور وبابا وشابور، للتعذيب. وكان أنّ الحاكم وأخاً له عمدا إلى تعذيب ملش كما لو كان دمية من خيش، إلى أن ضربه الواحد في صدره بقوّة وطعنه الآخر في قلبه فرقد في الربّ بعد أن تنبّأ لكليهما بأنّه سيقضي بالطريقة عينها التي قضى فيها على ملش. وبالفعل ما إن مرّ بعض الوقت حتى خرج الإثنان في رحلة صيد وجريا كل من جهته وراء أيّل وكان اندفاعهما في حماس أعمى حتى طعن أحدهما الآخر في صدره والآخر في قلبه.