في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيسون الرُّسُل المجيدون الإثنا عشر. *الشَّهيد مليتون. *الشَّهيد بطرس سينوبي. *الجديد في الشُّهداء ميخائيل البستانيّ الأثينائيّ. *القدّيس البارّ جاورجيوس الثّالث الجيورجيّ. *القدّيس جيلاسيوس ترانسيلفانيا. *القدّيس مارتيال أسقف ليموج الفرنسيّة.
✤ القدّيس البارّ جاورجيوس الثّالث الجيورجيّ (القرن 11 م)✤
وُلد في العام 1009م في ترياليتي الجيورجية في كنف عائلة من الارستقراطية. كُرِّس لله منذ أن كان في العاشرة. درّبه عمّه جاورجيوس الكاتب، في دير خاكولي في Taokhardjéti على التراث المقدّس المكتوب. أُلحق الإثنان، فيما بعد، ببيت جيورجي نبيل وعاشا في القسطنطينية حيث تلقّى جاورجيوس، على مدى اثني عشر عاماً تعليماً يونانياً كاملاً لدى الفلاسفة ورجال الكنيسة. كانت هذه تنشئة مباركة هيّأته، بشكل عجيب، للعمل الذي خصّه الربّ الإله به. إثر عودته إلى ديره في جيورجيا، اقتبل الثوب الرهباني وهو في الخامسة والعشرين. للحال توجّه، حاجّاً، إلى الأرض المقدّسة. فلمّا بلغ ناحية أنطاكية حيث كان يعيش العديد من الرهبان الجيورجيين، تتلمذ لناسك قدّيس هو جاورجيوس الحبيس الذي كان يقيم بين الصخور في الجبل العجيب. وعلى مدى ثلاث سنوات كان عمل طاعته الاهتمام بالمرضى في دير القدّيس رومانوس بقرب أنطاكية. ثمّ أعطاه معلّمه الإسكيم الكبير وأرسله إلى جبل آثوس ليتابع عمل الترجمة الذي تركه القدّيس افتيميوس (13 أيار) غير مكتمل. لم يجد في دير الجيورجيّين الحميّة الروحية التي كانت لمؤسّسيه. أُسندت إليه مهام متواضعة ولم يتمكّن من مباشرة ترجماته. لما علم شيخه بالأمر سامه كاهناً وأمره، بحدّة، أن يبدأ بعمل الترجمة دون إبطاء. انكبّ للحال على ترجمة السنكسار. وبعد أن جمع المعلومات اللازمة وضع سيرة القدّيسَين يوحنّا وأفتيميوس وأطلق إكرامهما وإكرام رفاتهما. جُعل رئيساً للدير سنة 1045م وعمل، بجدّ، على استعادة النظام والإنضباط الشركوي في الدير. لكنّه، إذ واجه الصعوبات عينها التي واجهها القدّيس أفتيميوس من قبله لجهة التوفيق بين إدارة الشركة والجهادات النسكية والعمل الأدبي، استقال في غضون عشر سنوات وعاد إلى دير القدّيس سمعان الجبل العجيب سنة 1056م.
لمّا عاد إلى ناحية أنطاكية بذل جهوداً كبيرة لتحقيق الإستقلال الذاتي للكنيسة الجيورجية لدى بطريرك أنطاكية وأُسندت إليه مهام دبلوماسية من الملكة ماريا، والدة الملك باغرات الرابع الجيورجي. ولكن عندما عُرض عليه أن يصير أسقفاً امتنع كما فعل القدّيس أفتيميوس من قبله. نقل إلى الجيورجية العديد من أسفار الكتاب المقدّس. هذه أضحت الترجمة الرسمية المعتمدة في الكنيسة الجيورجية. كذلك نقل الكتب الليتورجية الأساسية وأعمال أبرز آباء الكنيسة. اشتهرت هذه الترجمات لدرجة أنّ القدّيس جاورجيوس حظي بنتيجتها بكرامة خاصة جعلته من أبرز معلّمي اللغة والأدب الجيورجي.
إثر عودته إلى جيورجيا أمضى خمس سنوات في إصلاح العادات الأخلاقية في المجمع. غادر، بعد ذلك، إلى آثوس آخذاً معه ثمانين يتيماً بقصد جعلهم طلاّب رهبنة في دير الإيفيرون. هناك أسلم الروح بين العامَين 1065 و 1068م. نُقلت رفاته إلى آثوس حيث ووري الثرى بجانب القدّيس أفتيميوس.
ملاحظة: هذا القدّيس هو غير القدّيس جاورجيوس الأول الجيورجي المعيَّد له في 13 أيار، لكن سيرته تتداخل وسيرة القدّيس جاورجيوس الإيبري الآثوسي المعيَّد له في 27 حزيران.