في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدِّيس استفانوس أوّل الشّهداء ورئيس الشّمامسة. *القدِّيس ثيودوروس الموسوم المعترف. *القدِّيس ثيودوروس القسطنطينيّ. *القدِّيس البارّ لوقا الّذي من تريغليا في بيثينيا. *الشّهداء موريق ورفاقه السّبعون. *الشّهداء الجدد تيخون ورفقته. *القدِّيسة فابيولا.
✤ القدِّيسة فابيولا ✤
تنتمي القديسة فابيولا إلى عائلة رومانية أرستقراطية من نسب فابيا. كانت متزوجة من رجل عاش حياة مليئة بالشرور لدرجة أن العيش معه أصبح لا يُطاق. حصلت على الطلاق منه وفقًا للقانون الروماني. وخلافًا لطقوس الكنيسة، تزوجت مرة ثانية قبل وفاة زوجها الأول. في اليوم السابق لعيد الفصح، بعد وفاة زوجها الثاني، ذهبت الى كاتدرائية لاتيران وقامت بتوبة علنية عن خطيئتها. استقبلها البابا رسميًا مرة أخرى في شركة كاملة مع الكنيسة. قررت بعدها ترك مجد العالم لتتفرغ لخدمة المحتاجين.
في عام 395 ذهبت إلى بيت لحم، حيث عاشت في الدير الذي تديره القديسة باولا وكرسّت نفسها تحت إشراف القديس جيروم، بأقصى قدر من الحماس لدراسة وتأمل الكتاب المقدس وممارسة الحياة النسكية. كان القديس جيروم في ذلك الوقت على غير وفاق مع يوحنا أسقف أورشليم، بسبب الخلاف مع روفينوس حول تعاليم أوريجانس، وجرت محاولات لاجتذاب فابيولا إلى صف الأسقف، لكنها ظلت مخلصة لمعلمها. رغم رغبتها في البقاء في بيت لحم، إلا أن حياة السيدات المكرسات لم تكن تلائمها، إذ كانت تفضل ممارسة أعمال الرحمة، خاصة بين المرضى. ومع غزو الهونسيين لسوريا واقترابهم من أورشليم، قررت فابيولا مغادرة فلسطين والعودة إلى روما، بينما اعتزل جيروم وتابعيه لفترة عند شاطئ البحر، ثم عادوا إلى بيت لحم بعد زوال الخطر.
أول مستشفى مسيحي لعامة الشعب في الغرب: كرست فابيولا ثروتها الكبيرة لأعمال الرحمة، فكانت تقدم بسخاء للمحتاجين في روما والمناطق المجاورة. تعاونت مع القديس باخوميوس لإنشاء مبنى كبير في بورتو لإيواء الفقراء والمرضى. وكانت تهتم بهم وترعاهم بنفسها. وهكذا أسست أول مستشفى للمرضى في أوروبا. وفي السنة الأولى من افتتاحه يقول القديس جيروم: “صار معروفًا من بارثيا إلى بريطانيا . أما عن سخائها في الخدمة والعطاء فيقول: “هل يوجد شخص عريان مريض على السرير لم ينل ثيابًا منها؟ هل وجد أي شخص في عوز لم تقدم له عونًا عاجلًا بلا تردد؟
“كانت ترى أسوار روما كسجن، تريد أن تنطلق من العبودية إلى الحرية من مدينة إلى أخرى للعطاء… لم تترك توزيع العطاء للآخرين بل تقوم به بنفسها”.
استمرت فابيولا في عملها بلا توقف، وكانت بصدد القيام برحلة طويلة عندما توفيت سنة 399 م. فخرجت روما بأكملها لتوديع خادمتها الحبيبة. في وصف القديس لموكب جنازتها يقول: “الشوارع والطرقات والأسطح كانت لا تسع القادمين لمشاهدته. في ذلك اليوم، رأت روما جميع شعوبها يتجمعون كواحد.”
بقي القديس جيروم على اتصال بفابيولا حتى النهاية، وقد كتب لها رسالتين: الأولى عن كهنوت هارون والرموز والمعاني السرّية للملابس الكهنوتية، والثانية عن محطات (وقفات) بني إسرائيل في التيه متأثرًا بعظات أوريجانس عن سفر العدد، ولم يكن قد أكمل هذه الرسالة حتى وقت نياحتها، فأرسلها إلى أوسيانوس مع رسالة عن حياة فابيولا وسيرتها.
القديسة فابيولا هي شفيعة الممرضين والأطباء والمطلقين والأزواج المعنفين والزيجات الصعبة.