في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
القدّيس عوبديا النّبيّ *الشّهيد برلعام الأنطاكيّ *الشّهيد عزيز الصّانع العجائب *الشّهيد أغابيوس الغزّاوي *الشّهيد هيلوذوروس البمفيلي *الشّهيد بنخاريوس *الشّهيد آزي الكيليكيّ *القدّيس البارّ هيلاريون الجيورجيّ *القدّيس البارّ برلعام الكييفيّ *أبينا الجليل في القدّيسين فيلاريت متروبوليت موسكو *الشّهداء الرّوس الجدد برفيريوس أسقف سمفروبول ومَن معه.
* * *
✤ القدّيس فيلاريت متروبوليت موسكو (+ 1867 م)✤
من أبرز وجوه الكنيسة الروسية في القرن التاسع عشر. من كولومنا القريبة من موسكو لعائلة كهنوتية. اسمه بالمعمودية باسيليوس. في التاسعة من عمره دخل الإكليريكية المحلية ثمّ انتقل إلى إكليريكية لافرا الثالوث القدّوس – القدّيس سرجيوس. لاحظه المتروبوليت أفلاطون. تبنّاه. امتاز بتقواه وهدوئه وتواضعه. برع في دراسته. علّم اليونانية والعبرية. خطيباً مفوَّهاً. كتب المتروبوليت أفلاطون في شأنه: “أنا أكتب كإنسان أما هو فيكتب كملاك”. ترهّب باسم فيلاريت. تشمّس. تحوّل إلى إكليريكية سان بيترسبورغ. عمل مفتّشاً وأستاذاً للفلسفة هناك. اقتبل الكهنوت. علّم في الأكاديمية اللاهوتية الكتاب المقدّس والتاريخ الكنسي والشرع الكنسي واللاهوت العقدي. استمرّ خطيباً وواعظاً. صار أرشمندريتاً في سن الثلاثين. صار عميداً للأكاديمية اللاهوتية ورئيس دير في نوفغورود. عمل بلا كلل في الشؤون الفكرية والإدارية. قال عنه تلميذه الأرشمندريت فوتيوس: “كان وجهه صافياً وفرحاً دائماً وعيناه نافذتين. وكان نسكي الطلعة، جدّياً ولكن محبّباً، ذا صوت ناعم طيب. يتكلّم بدقّة وحكمة. يستسيغ التلاميذ سماعه حتى نسيان ساعة الطعام”. جمع العلم إلى التقوى. حتى في حياته اعتُبر أحد آباء الكنيسة. نال الدكتوراه في اللاهوت. تسقّف في سن الخامسة والثلاثين. صار متروبوليتاً على موسكو وكولومنا إلى آخر حياته. كلّه حيويّة ونشاط. اهتمّ بإصلاح الكهنة. كان قليل النوم. جالساً، دائماً، إلى طاولته يكتب اللاهوت والكتب والمقالات. أجمل ما كان لديه كان الوعظ. وكانت له مراسلاته العديدة. عمله الأدبي كان واسعاً وشجّع رهبان أوبتينو على ترجمة آباء الكنيسة. كان يعرف أن يستشير ويقبل ملاحظات الآخرين. وديعاً صبوراً يقبل الظلم. كان صارماً في شأن العقيدة المقدّسة والوصايا وتقليد الكنيسة. وكان يهتمّ بأعمال الإحسان. بنى ملجأ للأيتام وأولاد العائلات الكهنوتية الفقيرة. كان ناسكاً بطبعه. يحبّ الخلوة ويخلد لها ساعة يقدر. أسّس إسقيط الجثسمانية بقرب لافرا الثالوث القدّوس. وكان يطبِّق كل ما يعلّمه للآخرين. وكانت تجري به عجائب. رقد بسلام في 19 تشرين الثاني سنة 1867 عن خمسة وثمانين عاماً.