في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدٍّيس حجّاي النّبيّ. *الشَّهيد مرينوس الرّوميّ. *الشَّهيدان بوموس وهيلاريون ورفاقهما. *أبينا الجليل في القدٍّيسين ممنون، أسقف أفسس. *أبينا الجليل في القدٍّيسين مودستوس الثّاني، أسقف أورشليم. *القدٍّيسة البارّة ثيوفاني الملكة الصّانعة العجائب. *أبينا الجليل في القدٍّيسين نيقولاوس الثّاني بطريرك القسطنطينيّة.
* * *
✤ أبونا الجليل في القدٍّيسين مودستوس الثّاني، أسقف أورشليم (+634 م)✤
كان راهباً مجداً وإناء فاضلاً لروح الرب. حُسب مستأهلاً للرؤى الإلهية واختير رئيساً لدير القدٍّيس ثيودوسيوس رئيس الأديار (11 كانون الثاني). في ذلك الزمان غزا خسرو الثاني الفارسي الأرض المقدسة فنهب أورشليم وقلب كنائسها وأحرقها وبطش بأهلها وسبى ذوي الحرف من بنيها واستاق أسقفها زخريا أسيراً واستولى على عود الحياة، صليب الرب يسوع، فيها. ولم يغادرها إلا خراباً وبقية سكانها شُرداً. وشاء التدبير الإلهي أن يحل مودستوس محل أسقف المدينة وكيلاً فكانت له، بنعمة ربه، بركة إعادة جمع الشمل وإصلاح الكنائس واحتضان المضنوكين فيها، عشرات ألوف الضحايا لملمهم وصلى عليهم ووراهم الثرى. رمم كنيسة القيامة المهدودة وغيرها من الكنائس وأعاد تكريس ما دنسه الفرس ونفخ الطمأنينة والعزاء في قلوب خرافه المرعبة المبعثرة. كانت له بركة دفن الآباء القدٍّيسين الذين طالتهم سيوف الغزاة في دير القدٍّيس سابا. كابد الكثير لكنه نجح بنعمة ربه ومؤازرة القدٍّيس يوحنا الرحيم، بطريرك الإسكندرية. الذي نعيد له في 12 تشرين الثاني والذي أرسل له أموالاً ومؤناً وعمالاً وعدداً. إلى مودستوس يعود الفضل في تعميد الشَّهيد في الأبرار أناستاسيوس الفارسي (22 كانون الثاني 628م). عاد زخريا الأسقف إلى كرسيه في أورشليم سنة 628م لكنه رقد في الرب بعد سنوات قليلة (632م) فحلّ مودستوس محله بصورة رسمية. رعي شعب أورشليم رعاية رسولية فذة ومنّ عليه الله بنعمة اجتراح العجائب. رقد مكملاً بالفضائل في 16 كانون الأوّل سنة 634م.