في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس البارّ أفكسنديوس السّوريّ. *القدّيس البارّ مارون النّاسك. *القدّيس البارّ إبراهيم القورشيّ. *الشّهيد في الكهنة فيليمون، أسقف غزّة. *الجديد في الشّهداء نيقولاوس الكورنثيّ. *الجديد في الشّهداء داميانوس الجديد. *الجديد في الشّهداء جاورجيوس الخيّاط. *القدّيس البارّ إسحق الكهفيّ الكييفيّ. *القدّيس كيرلّلس الفيلسوف، المعادل الرّسل، منير الشّعوب السّلافيّة.
✤ القدّيس البارّ مارون النّاسك (القرن 5 م)✤
كتب عنه ثيودوريتوس، أسقف قورش (393 – 466). لم يعرفه شخصيًا، لكنه عرف تلميذه يعقوب. السّيرة الّتي أوردها في “تاريخ أصفياء الله” مقتضبة. مارون ناسك قورش بامتياز وأب النّسّاك فيها. استقرّ على رابية كان الوثنيّون قد أقاموا عليها هيكلًا. حوّل هذا الهيكل كنيسة وابتنى لنفسه منسكًا كان يلجأ إليه قليلًا فيما جرى على قضاء أيامه، بعامة، في العراء. منّ عليه الرّبّ الإله بموهبة شفاء المرضى، لا أدواء الجسد وحسب بل أدواء النّفس أيضًا كالبخل والغضب. لا نعرف تمامًا متى رقد. ثيودوريتوس يقول انه رقد في شيخوخة متقدِّمة. ويبدو ان مرضًا بسيطًا انتابه بضعة أيام أودى بحياته. على الأثر نشأ نزاع بين القرى بجوار منسكه، كلّ حاول الاستئثار بجسده. ولكن كانت هناك على الحدود بلدة كثيرة الرّجال أقبلت بأسرها فبدّدت الآخرين وانتزعت منهم ذلك الكنـز المرغوب فيه جدًا. هذا وفق شهادة ثيودوريتوس. إلى ذلك ثمة رسالة وجّهها القدّيس يوحنّا الذّهبي الفم إلى مارون الكاهن والنّاسك ما بين العامين 401 و 407 م حين كان الذّهبي الفم في المنفى. قال: “اننا لمرتبطون معك برباط المحبّة والشّعور. وعليه فإننا نراك كأنك حاضر هنا أمامنا، لأن من شأن أعين المحبّة ان تكون هكذا، فلا المسافة تحجبها ولا الزّمان يخمدها. وكان بودِّنا أيضًا ان تكون رسائلنا إلى تقواك متواصلة ولكن هذا ليس بالأمر السّهل، بسبب صعوبة الطّريق وقلّة سالكيها. فعلى قدر استطاعتنا نشيد نحن بفضلك ونعلن انك لا تبرح من ذاكرتنا، حاملينك في نفسنا أينما كنا. فاجتهد الآن أنت أيضًا ان توافينا سريعًا جدًا بما يتعلّق بسلامتك. حتّى ولو كنا بعيدين بالجسد نواصل التّفكير بما يختصّ بنشاطك، فيزداد اطمئناننا ونحصل على الكثير من التّعزية ونحن هنا في المنفى، لأنه ليس بالقليل السّرور الّذي يحلّ بنا لدى سماعنا أخبار سلامتك. وقبل كلّ شيء نطلب إليك ان تصلّي لأجلنا”.