في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهيد في الكهنة فلاسيوس السّبسطيّ ومن معه *الشّهداء ساتورنينوس وداتيفوس ومن معهما *القدّيس زكريّا، والد السّابق المجيد *القدّيسة البارّة ثيودورة الملكة *الجديد في الشّهداء جاورجيوس الصّربيّ.
* * *
✤ القدّيسون الشّهداء ساتورنينوس وداتيفوس ومن معهما (+304 م) ✤
استشهدوا في شمالي إفريقيا، زمن الأمبراطور ذيوكليسيانوس. يومذاك صدر أمر مفاده أن على المسيحيّين ان يسلِّموا كتبهم المقدّسة لتُحرق. استمرت الحملة قرابة السّنة في كلّ إفريقيا. بعض المؤمنين ضعف وسقط والبعض دافع حتّى الدّم. من الّذين استسلموا وسلّموا الكتب لتُحرق فوندانوس، أسقف أبيثينا. كذلك جرى القبض على ساتورنينوس ومن معه. كان ساتورنينوس كاهنًا وكان يقيم الذّبيحة الإلهية، أحد أيام الآحاد، في منـزل أوكتافيوس فيليكس. بلغ السّلطات انهم هناك فداهموا المكان وقبضوا على تسعة وأربعين شخصًا من الرّجال والنّساء. كان بين المجتمعين، إضافة إلى ساتورنينوس، أولاده الأربعة: ساتورنينوس الصّغير وفيليكس، وكلاهما قارئ، ومريم المكرّسة عذراء للمسيح، وهيلاريانوس الّذي كان لا يزال طفلًا. كذلك كان هناك داتيفوس، عضو المشيخة في أبيثينا، وأمبليوس وروجاتيانوس وفيكتوريا. أوقف الجميع أمام الحكّام فاعترفوا بيسوع المسيح بكلّ جرأة وجسارة. وإذ بان ثباتهم أُرسلوا إلى قرطاجة، مقر الوالي، مقيّدين بالسّلاسل. كان المقبوض عليهم في الغبطة لأنهم حُسبوا مستأهلين لأن يُقيَّدوا من أجل اسم يسوع. وقد أخذوا يشكرون الله وينشدون التّسابيح على طول الطّريق. فلما مثلوا أمام أنولينوس الوالي استجوبهم. وإذ لم يكن ذا نفس طويل معهم أحالهم على التّعذيب. كلّهم جاهدوا الجهاد الحسن، رجالًا ونساء وأطفالًا. بين الّذين وردت معلومات بشأنهم فيكتوريا. هذه اهتدت إلى المسيح صبيّة. أراد والداها زفّها إلى أحد الأغنياء عنوة. ليلة زفافها هربت من الشّبّاك ولجأت إلى إحدى الكنائس. وقد كرّست نفسها عذراء للمسيـح. الخدمـة المتبعـة في هـذا الشّـأن، يومـذاك، كانت تقضي بأن تضع رأسهـا على المذبح وتحفظ شعرها كالنّذيرين. درى أخوها بأمرها فخرج إلى الوالي وادّعى ان أخته مصابة بالصّرع. أنكرت فيكتوريا أنها كذلك وتمسّكت بإيمانها بالمسيح. ولما سألها الوالي إذا كانت ترغب في مرافقة أخيها أجابت بالنّفي قائلة إنها لا تعترف بأحد أخًا لها إلا من يسمع كلام الله. ولما عيل صبر الوالي سلَّمها والآخرين إلى الضّرب والسّجن. كذلك حاول الوالي استمالة هيلاريانوس الصّغير فأخفق. وقد أكمل هؤلاء الشّهداء جهادهم وتكلّلوا بأكاليل الظّفر في حبسهم بعدما عانوا ما أوقعه الجلاّدون بهم. ورد ذكر هؤلاء اليوم في تقويم قرطاجة القديم وفي بعض السّنكسارات الغربية.