في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
القدّيس ناحوم النّبيّ *الشّهيد حنانيّا الأربيليّ *نقل رفات القدّيس يعقوب أخ الرَّبّ *القدّيسان الكاهنان سمعان وزكريّا *القدّيس فيلاريت الرّحيم *القدّيس البارّ أنطونيوس الصّغير *الشّهيد البارّ بروكلس السّوريّ.
✤ ذكرى نقل رفاة القدّيس يعقوب أخي الرَّبّ مع القدّيسَيْن سمعان وزكريّا ✤
ورد في بعض السنكسارات الملكية أن يعقوب، أخا الرَّبّ، المنتخب على أورشليم. اعتاد أن يذهب إلى الهيكل ليعلم ويبشر فيه بالرَّبّ يسوع المسيح. فحدث ذات مرة أنه أتى إلى الهيكل وكان اليهود جمعاً كثيراً. ولما تكلم قبل الكثيرون كلامه. وإذ رأى الجمع محتشداً صعد إلى شرفة الهيكل ليطال الأكثرين. وجعل يكرز بالرَّبّ يسوع مبيناً لسامعيه أنه هو إياه المسيح المنتظر ولا آخر سواه. فاهتاج بعض شيوخ اليهود وأثاروا عليه قوماً من الجهال كفراً وحسداً. فصعدوا وألقوه من جناح الهيكل إلى الوادي. شرقي أورشليم. لجهة جبل الزيتون فقضى وتمت شهادته. وإن اثنين من الكهنة. أحدهما يدعى سمعان والآخر زكريا، بارين فاضلين أمام الله. لما رأيا ما فعله القوم بالشيخ الطاهر ساءهما ذلك جداً وقبّحا ما فعلوا. ثم دنيا من شيوخ اليهود وقالا لهم: لقد بلغتم من الإثم أوجه وليس ما فعلتموه دون ما فعله الذين حركتموهم. لذا سيجعل الله عليكم ما تستأهلون. أما نحن فبراء منكم أمامه ومما فعلتموه وتعتقدونه. وإياه نسأل أن يجعل لنا وهذا الشيخ الفاضل حظاً ونصيباً. فلما سمع شيوخ اليهود كلام الكاهنين وبان لهم ميلهما إلى القديس يعقوب وطعنهما بتعليم الشيوخ ألقوا عليهما الأيدي وفعلوا بهما ما فعلوه بيعقوب فتمت شهادتهما هما أيضاً وصارا إلى النعيم. وقد بقيت أجساد الثلاثة ملقاة إلى أن أتى قوم من المؤمنين سراً، في حلكة الليل، ورفعوهم إلى مغارة في الجوار. ثم سدّوا المغارة وموّهوا الموضع لكي لا يتعرفها أحد من اليهود. ثم أن رفات القديسين الثلاثة ربضت في المكان سنين طويلة لا يعرف أحد عدّها إلى أن اشتد ساعد النصارى وأضحى ذلك الوادي فردوساً لكل قديس وملاذاً لكل راهب طالب حياة الفضيلة. وإذ لم يشأ الرَّبّ الإله أن تبقى رفات القديسين الثلاثة منسية مخبوءة في الصخر. تراءى القديس يعقوب لراهب مبارك كثير الصوم والصلاة في الجوار وقال له: قم امض إلى البطريرك وقل له أن يأتي ويأخذ أجسادنا من هذا الموضع! فقال له الرَّاهب: ومن أنت يا سيدي؟ فأجابه: أنا يعقوب، أخا الرَّبّ، ومعي سمعان وزكريا الكاهنان. ولما قال له هذا غاب عنه. فقام الرَّاهب من نومه وجعل يفكر في ما عسى أن يكون الحلم. ثم قال لنفسه: لعل هذا من العدو، ولم يمض. ولما كانت الليلة التالية، تراءى يعقوب للراهب من جديد وردّد عليه ما قاله له في الليلة الفائتة، فتردد أيضاً. ثم في الليلة الثالثة جاء يعقوب إليه وهدّده إن لم يفعل. فمضى الرَّاهب إلى البطريرك وأخبره بما جرى له، فخرج البطريرك بفعلة حفروا في الموضع حتى ظهرت لهم الأجساد الشريفة مضيئة كالمصابيح. ففرح البطريرك وأرسل في طلب كهنة وخدام وانتشر الخبر بين الناس. فجاؤوا ونقلوا الرافت الطاهرة بكل إكرام إلى صهيون حيث جعلهم البطريرك في موضع شريف يليق بهم. وقد كان ذلك في الأوَّل من شهر كانون الأوَّل، في سنة لا نعرفها. مذ ذاك اعتادت الكنيسة أن تقيم لهؤلاء القديسين الثلاثة عيداً في مثل هذا اليوم من كل عام. يذكر أن ليعقوب، أخي الرَّبّ، عيداً منفرداً أيضاً هو في الثالث والعشرين من شهر تشرين الأوَّل.