في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
الشّهيدان أونيسيفوروس وبرفيريوس *أمّنا القدّيسة البارّة مَطرونة الحمصية *أمّنا القدّيسة البارّة ثيوكتيستي *أبونا القدّيس سمعان المترجم *القدّيس البارّ يوحنّا القصير *الشّهيد أنطونيوس الَّذي من بلد الشّام *القدّيس البارّ نكتاريوس، أسقف المدن الخمس *القدّيستان البارّتان أوستوليا وسوباترا *القدّيس هيلاّديوس *القدّيسان البارّان أفثيميوس ونيوفيطوس الآثوسيّان *القدّيس البارّ أونسيفوروس الكهفيّ الكييفيّ *الشّهداء الرّوس الجُدُدْ ألكسي زادوفورنوف ومَن معه *القدّيس البارّ إبراهيم المتوحّد المنوفيّ المصريّ.
* * *
✤ تذكار أمّنا البارّة ثيوكتيستي (القرن التاسع)✤
نشأت في جزيرة ليسبوس. نزل القراصنة الجزيرة مرّة، على غرّة، فاستولوا على ما طالته أيديهم، كما استاقوا عدداً من سكان الجزيرة أسرى طمعاً في بيعهم رقيقاً. وفي طريق العودة شطّطوا في جزيرة باروس ليفحصوا الغنيمة. هناك خطر ببال ثيوكتيستي أن تهرب، فتغلغلت بين الأشجار الغضّة. بحث عنها القراصنة فلم يجدوها فقفلوا عائدين. أما ثيوكتيستي فلجأت إلى كنيسة مهجورة. عمرها يومها كان ثمانية عشر ربيعاً. ولما كان ما جرى بتدبير من الله لأنّ الفتاة كانت في قرارة نفسها تشتاق إلى حياة التوحّد، فقد انصرفت إلى الحياة الملائكية. عاشت على مثال القدّيسة مريم المصرية. وقد أمضت في الجزيرة ثلاثين سنة وخمساً لم تر فيها إنساناً البتة، ولا تحدّثت إلى غير ربّها ووالدته وقدّيسيه. جهاداتها وأتعابها كانت خارقة. ولما التقاها صيّاد نزل الجزيرة، بعد ذلك، كانت قد استحالت شبه شبح: بيضاء الشعر، محروقة الوجه، سوداء من لهيب الشمس، وطبقة من الجلد المتموّج القاسي تغطّي عظامها وأعضاءها. كل كثافة البدن كانت قد زالت. كانت عارية وتغطّت برداء الصيّاد. سألته أن يأتيها بالقدسات، ثمّ بعد أيام رقدت بسلام في الرب. كان ذلك في العام 881 للميلاد.