في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس أمبروسيوس أسقف ميلان *الشّهيد أثينودوروس *شهداء أفريقيا الشّماليّة *السّيّدة الرّوميّة الشّهيدة *القدّيسون الشّهداء إيسيدوروس وأكبسيماس ولاون *القدّيس الشّهيد نيوفيطوس *القدّيس الشّهيد ضومط *القدّيسون الشّهداء غايوس وغايانوس ونيقولاوس *القدّيس الشّهيد بريسكوس *القدّيس الشّهيد مرتينوس *القدّيس البارّ بولس المطيع *القدّيس غريغوريوس الهدوئيّ *القدّيس البارّ أغناطيوس القسطنطينيّ *القدّيس البارّ أنطونيوس سيا *القدّيس البارّ نيلوس ستوبلانسك.
* * *
✤ القديسة “فيلوثيا” حامية رومانيا✤
ولدت القديسة فيلوثيا (أو فيلوفثيا، من أصل يوناني ويعني “محبة الله”) في ترنوفو، العاصمة القديمة لبلغاريا، حوالي عام 1206م. كان والدها مزارعًا، وأمها من منطقة والاشيا في شمال رومانيا. كانت والدتها تقية، فتعلمت منها الفرح المتأتي من حب الله والآخرين. ماتت والدتها عندما كانت لا تزال طفلة، وتزوج والدها مرة أخرى.
على الرغم من وفاة والدتها، لم تنس فيلوثيا محبتها وعطفها. كثيرا ما عاقبتها زوجة أبيها واتهمتها بالعصيان والتخلي عن ممتلكاتهم للفقراء. حتى بعد ما وبخها والدها على ذلك، استمرت فيلوثيا في الحضور الى الكنيسة وعمل الخير، تمامًا كما علمتها والدتها. ومع تقدمها في السن، تزينت بفضائل الصلاة والبتولية والعطاء.
اعتادت القديسة فيلوثيا أن تحضر الطعام لأبيها الذي يعمل في الحقول. ولكن الكمية كانت دائما قليلة، لأن الفتاة كانت تعطي بعضًا منه للأطفال الفقراء الذين يتسولون في الشارع. عندما عاتب الأب زوجته الثانية لأنها لا تعد له طعامًا كافيًا، أجابته: “أرسل لك الكثير من الطعام. اسأل ابنتك ماذا تفعل به”. عندئذ غضب الوالد من فيلوثيا، وقرر التجسس عليها لمعرفة ما يحدث للطعام، فرآها وهي تقدم الطعام للأطفال الفقراء. غافلا عن أهمية العطاء، غضب جدا، وفي فورة غضبه أخذ الفأس من حزامه وألقاه على الفتاة البالغة من العمر 12 عامًا، فأصابها في ساقها. كان الجرح مميتًا، وسرعان ما اسلمت روحها الطاهرة في يدي الله. خاف الأب وندم كثيرا، وحاول رفع جثة ابنته عن الأرض فلم يستطع لأنها أصبحت ثقيلة مثل الصخرة. فذهب إلى رئيس أساقفة ترنوفو ليعترف بخطيئته ويشرح ما حدث. فذهب رئيس الأساقفة مع الشموع والبخور لحمل جثمان الشهيدة وإحضارها إلى الكاتدرائية، لكنهم لم يتمكنوا أيضا من رفعها. أدرك رئيس الأساقفة أن القديسة فيلوثيا لا ترغب في البقاء في موطنها، لذلك بدأ في تسمية العديد من الأديرة والكنائس والكاتدرائيات ليرى المكان الذي ترغب الذهاب إليه. لم يتمكّنوا من رفع بقاياها المقدسة ووضعها في تابوت إلا بعد تسمية دير “كورتا دي أرجيش” في والاشيا، رومانيا. فكتب رئيس الأساقفة إلى حاكم والاشيا “رادو نيغرو”، طالبًا منه قبول رفات القديسة.
حمل رئيس الأساقفة والكهنة البلغاريون الذخائر المقدسة في موكب مهيب حتى نهر الدانوب، حيث قابلهم الكهنة الرومانيون والرهبان والمؤمنون، ثم انتقلوا إلى دير كورتا دي أرجيش. شُفي الكثير من الناس عند قبر القديسة فيلوثيا الموجود في كنيسة صغيرة في برج الجرس خلف كنيسة الدير الاساسية، ويتلقى كل من يتوسل شفاعتها المساعدة منها. في 7 كانون الأول من كل عام يحج الناس من جميع أنحاء رومانيا إلى الدير ويتم الزياح برفات القديسة، وتقام الصلوات من أجل المرضى. تعتبر القديسة فيلوثيا حامية الأطفال والشباب، وخاصة الفتيات، اللواتي تساعدهن على الزواج والحصول على حياة هادئة. يطلق عليها أيضًا اسم “جالبة المطر”، حيث يسجل التاريخ عدة مواكب مع ذخائر القديسة أثناء الجفاف، ومن خلال شفاعتها أمام الله، أمطرت وكانت الثمار غنية. يتم تكريم القديسة العذراء القديسة فيلوثيا في رومانيا وبلغاريا وجميع أنحاء العالم الأرثوذكسي، وهي من أصغر القديسين في التقويم الأرثوذكسي.