في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس الرَّسول سمعان الغيّور، أحد الإثني عشر. *الشّهداء ألفيوس وفيلادلفوس وكبرينوس ومَن معهم. *القدّيس البارّ هزيخيوس المعترف. *القدّيس البارّ لافرنديوس الآثوسيّ. *القدّيس البارّ سمعان، أسقف فلاديمير وسوزدال. *الشّهيد باسيليوس السّيبيريّ العجائبيّ. *القدّيس البارّ كومغال الإيرلنديّ. *القدّيسة صولانج العذراء الفرنسيّة. *القدّيس البارّ كونليت الإيرلنديّ.
* * *
✤ القدّيس الشّهيد باسيليوس السيبيري العجائبي (+1602م)✤
هو أول قدّيس تمجّد على أرض سيبيريا الروسية. اقتبل ميتة الشهادة في 4 نيسان 1602م. وهو يُكرم إكراماً جزيلاً منذ أواسط القرن السابع عشر للعجائب الكثيرة التي جرت برفاته للمصابين بالعاهات والذين هم في الأحزان والشدائد اليائسة.
كان باسيليوس ابن عائلة متواضعة في معيشتها. اسم أبيه فيودور. وهو من ياروسلافل. أخذه تاجر غني من المدينة عينها إلى منغازيّا القطبية، وهي أولى المدن الروسية في سيبيريا، بائعاً.
كان باسيليوس قويماً في إيمانه. فمنذ سنيه الأولى بدت استقامته واضحة للجميع. كانت زينته الوداعة والتواضع. قلبه امتلأ من الإيمان والتقوى. محبّته الغامرة للصلاة كانت تجبره على ترك اهتماماته العالمية والذهاب إلى الكنيسة لمتابعة الخِدم الإلهية.
لما بلغ التاسعة عشرة حدث، ذات مرّة، وهو في الكنيسة يحضر صلاة السحر الفصحية، أن لصوصاً نهبوا سِلَع التاجر الذي يعمل هو عنده. ورغم أن تفسيراً طُلب من باسيليوس، وهو في الكنيسة، لما جرى، فإنه لم يغادر الخدمة إلى نهايتها. اشتبه به التاجر، بتحريض من الشيطان، واتّهمه بالاشتراك في الجرم. لما عاد من الكنيسة عرّضه معلّمه للضرب والإهانات. قال باسيليوس إنه لم يأخذ شيئاً من خيرات التاجر ثم صمت. استاقه معلّمه إلى القائد العسكري للمدينة. أخضعه هذا لتعذيب شرس، فلم يفتح فاه. اغتاظ التاجر لصمته وضربه بمفاتيح محلِّه فأصابت منه مقتلاً. أُودع الشّهيد المدفن دون أن يُصلَّى عليه.
مرّت عليه سبع وأربعون سنة على هذه الحال إلى أن شاء الربّ الإله أن يكشفه ويمجِّده بعجائب جمّة. أعان القدّيس باسيليوس المسافرين التائهين المعرَّضين للأخطار مرّات. كما أبرأ العديد من المصابين بالشلل والعمى وأمراض أخرى. بصلوات الأمهات كان يشفي الأولاد ويحفظ المتضجّرين من الانتحار. النسخ التي سردت حياة القدّيس باسيليوس، وهي من القرن السابع عشر إلى التاسع عشر، كلّها تشهد للنعمة التي جرت برفاته المقدّسة. وهكذا عُرف بـ “عجائبي منغازيّا”. سنة 1659 كُشفت رفاته وسنة 1670 نُقلت إلى ديرٍ بُني حديثاً هو دير توروخانسك للثالوث القدّوس. وُضعت لتكريمه عدّة خدم إلهية. وقد ساعد هو في هداية شعوب التونغوس والإيفانكي واليوراك من الوثنية إلى المسيحية. وشعوب الشمال اتّخذوه شفيعاً.
هناك إيقونات له في كييف ونوفغورود وموسكو وسواها. يصوَّر شخصاً وجهه وجه حدث، وهو قصير القامة. كذلك يصوِّرونه والقائد العسكري والتاجر يعرِّضانه للتعذيب. وأحياناً يبدو في الإيقونة وهو يصلّي وعليه قميص خفيف وهو حافي القدمين. عيد القدّيس باسيليوس، اليوم، هو عيد نقل رفاته من منغازيّا إلى الدير في توروخانسك.