في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشَّهيد كريسكاندوس الميراوي. *أبينا الجليل في القدّيسين ليونيدس الأثينائيّ. *الشَّهيدتان أناستاسيا وفاسيليسّا الرّوميّتان. *الشَّهيدان ثيودوروس الكاهن وبوزيليبوس. *الشُّهداء سوكياس ورفقته. *الشَّهيد فوسي الفارسيّ. *القدّيسة البارّة حُنّا الألزاسيّة. *الشَّهيد لورنتينوس سوسيوس الإيطاليّ. *الشُّهداء مارو وأفتيشيس وفيكتورينوس. *الشَّهيدان مكسيموس وأوليمبياديس. *القدّيس البارّ روادان الإيرلنديّ. *القدّيس ميستيسلاف الكييفيّ.
✤ القدّيسون الشُّهداء سوكياس ورفقته (القرن 2 م)✤
كان هؤلاء من عائلات أميرية وكان هو في خدمة الملك الأرمني أرتاسيس. لما بلغ القدّيس فوسكينك، تلميذ تدّاوس الرسول، أرمينيا كارزاً بإنجيل يسوع المسيح، اقتبل سوكياس ورفقته الإيمان وجرت عمادتهم بفوسكينك. ما إن درت الملكة ساتينيك بما جرى حتى منعت الرسل من بلوغ القصر فهرب وتبعه تلاميذه الجدد، سوكياس وجماعته. غير أن عملاء للملكة قبضوا عليهم بعد حين وحاولوا إقناعهم عبثاً، بالعودة إلى القصر. جواب سوكياس والجماعة كان أنهم باقون بجوار فوسكينك، مبشِّرهم، مهما كلّفهم الأمر. فقتل خدّام الملك عبد الله فوسكينك لكنهم لم يجسروا على مدّ يد السوء إليهم. وقد لجأ الأمراء إلى قمّة زراباش التي ما لبثت أن دُعيت سوكافيت. هناك، فيما يبدو، أقاموا زمناً طويلاً يلبسون الخشن ويقتاتون ببقول الحقل ويقتدون بملائكة الله في تسبيحهم الدائم لله. وقد ذُكر أن أحداً منهم، في تلك الحقبة، لم يذق المرض. ثم بعدما رقد الملك خلفه مَن راعه أن يتنكّر الأمراء لمعالم الرفعة والامارة ويقتبلوا إيمان المسيحيّين. ولما لم تعد له طاقة على غضّ الطرف عنهم قام فبعث بعسكر يستردّونهم. فلما وجدوهم، في الجبل، وقد غطّاهم الفرو ظنّ الجند، لأول وهلة، أنهم بإزاء كائنات غير بشريّة. وإذ وجّه قائدتهم إلى سوكياس جملة أسئلة سمع منه أنهم فرّوا من العالم ليعيشوا، بسلام، مكرّسين لله واضعين رجاءهم عليه لجهّة حاجاتهم الجسدية. حاول أن يذكّرهم بحياة الرخاء السالفة لهم مستغرباً أن ينبذوا حرّيتهم ورفعة مقامهم ويقتبلوا دين عبيد يعبدون رجلاً مات صلباً. جوابهم كان أنهم لا يقبلون عنه بديلاً، ولو عرفه، هو نفسه، لما تردّد في فعل ما فعلوا سعياً إلى الحياة الأبدية التي يسبغها على المؤمنين به. إثر ذلك أسلمهم الضابط للتعذيب. وبعدما تيقّن من أنه عبثاً يحاول إخضاعهم وكسر إيمانهم قطع هاماتهم. إثنان منهم أفلتا فواريا رفاقهم الثرى وثبتا، في الموضع، في حياة التقشّف. ثم إن العديد من الذين شقّوا طريقهم إلى هناك مسّتهم النعمة فانضمّوا إليهما. وقد ورد أن القدّيس غريغوريوس المنير أنشأ في المكان، في القرن الثالث الميلادي، كنيسة وديراً. وإن نبع ماء فاض من ضريح القدّيسين كانت له قوّة على شفاء البرص. هذا وقد ذُكرت، في التراث، أسماء الجماعة. هؤلاء، بالإضافة إلى سوكياس، كانوا لوقيانوس وبوليفكتوس وكودراتوس وأنطيوخوس وإيكصورون وميماس وفوكاس وسرجيوس وضوميطيوس وأدريانوس وزوسيماس وفيكتور وتلكيسوس وجواردانوس وأناستاسيوس وثيودوروس ويعقوب وثيودوسيوس. أما التلميذان اللذان بقيا على قيد الحياة، واللذان كانا، فيما يبدو، غائبَين لغرض ما، فهما يعقوب وثيودوسيوس.