في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشَّهيدة في العذارى ثيودوسيّة الصّوريّة. *الشَّهيدة ثيودوسيّة القسطنطينيّة. *أبينا الجليل في القدّيسين ألكسندروس الإسكندريّ. *الشُّهداء أولبيانوس ورفقته. *الشَّهيدان الرّجل والمرأة المجهولان. *الجديد في الشُّهداء أندراوس أرغيريس خيوس. *الجديد في الشُّهداء يوحنّا التسالونيكيّ الملقّب بـ”الصّغير”. *القدّيس البارّ يوحنّا أوستيوغ الرّوسيّ الـمُتبالِه. *القدّيس البارّ إرمياء المتوحّد. *أبينا الجليل في القدّيسين لوقا سيمفروبول الرُّوسيّ الـمُعترِف. *الشَّهيد الولد كيرلّلس القيصريّ. *أبينا الجليل في القدّيسين مكسيمينوس الفرنسيّ، أسقف تريف الألمانيّة. *أبينا الشَّهيد في الكهنة ثيودوروس الصّربيّ.
✤ القدّيس لوقا سيمفروبول الرّوسيّ المعترف (+1961م)✤
وُلد في العام 1877 م في كيرش في الكريمية. كان منذ الشبابية الأولى يميل إلى خدمة المتألّمين والفقراء. درس الكتاب المقدّس بإمعان. حرّك قلبَه، بخاصة، هذا المقطع الكتابي: “ولما رأى الجموع تحنّن عليهم إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها. حينئذ قال لتلاميذه الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون. فاطلبوا من ربّ الحصاد أن يُرسل فعلة إلى حصاده” (متّى 9: 36 – 38). وكما عقّب فالنتين – وهذا كان اسمه في العالم – “طفر قلبي من الفرح وصرخت بصمت أبحاجة أنت إلى عمّال يا رب؟ فيما بعد لما صرت واحداً من العمّال في كرم الرَّبّ كنتُ متأكّداً من أن ذاك النصّ الإنجيلي كان دعوته الأولى لي لأكرّس نفسي لخدمته”.
درس قدّيسنا الطب في جامعة كييف فتفوّق وبرع في مجال الجراحة. له مؤلّفاته الطبيّة الهامة. تزوّج ورُزق أولاداً. إيمانه بالرَّبّ يسوع بدا واضحاً في حياته وعمله. محبّته للمرضى واهتمامه بالمتألّمين انبثق من إيمانه بالله. كانت له إيقونة لوالدة الإله معلّقة في غرفة العمليّات. قبل كل عملية جراحية كان يرسم على نفسه إشارة الصليب ويصلّي. ثم يرسم إشارة الصليب باليود على جسم المريض. فقط إثر ذلك كان يباشر الجراحة. في مطلع العام 1920م ارتأت هيئة شيوعية أن تُخرَج الإيقونةُ من غرفة العمليات. فما كان من قدّيسنا سوى أن ترك المستشفى وقال إنه لا يعود إليها إلاّ بعد أن تعود الإيقونة إلى محلّها. وإذ حدث أن احتاجت زوجة أحد أعضاء الحزب الشيوعي البارّزين إلى عملية جراحية وطلبت أن يُجري لها فالنتين العملية اعتذر بلهجة صارمة قائلاً: “إني جدّ متأسّف لأني باعتبار إيماني لا أقدر أن أدخل غرفة العمليات إلاّ بعد أن تعلَّق الإيقونة في موضعها”. وعد زوجها بإعادة الإيقونة إذا أُجريت العملية. وافق قدّيسنا وتمّت الجراحة كما تمّت إعادة الإيقونة إلى مكانها. من هذه النوعية كانت شخصية لوقا. كان إنساناً متمسّكاً بإيمانه لا فرق أياً كانت المخاطر. هكذا كان وهكذا استمرّ إلى آخر حياته. سيم شمّاساً فكاهناً في عيد دخول الرَّبّ يسوع إلى الهيكل من العام 1921. أقرانه في الجسم الطبي استغربوا أن يصير طبيب نظيره شمّاساً وكاهناً. في مذكّراته علّق على ردّ فعلهم بقوله: “طبعاً لم يكن بإمكانهم أن يفهموا ويقدّروا عملي بسبب بعدهم عن الإيمان. ماذا كان بإمكانهم أن يفهموا لو أخبرتهم أن قلبي كان يصرخ وهو يعاين الكرنفالات التي كانت تجدِّف على الرَّبّ يسوع المسيح. لا أقدر أن أبقى صامتاً. شعرت أن من واجبي أن أدافع عن مخلِّصنا من خلال المواعظ وأمجّد رحمته العظمى للبشرية…”. رغم كل المخاطر المحدقة به كان يحاضر في التشريح الطوبوغرافي والجراحة العملانية وهو يلبس الغمباز وصليبه على صدره. يومها كان في طشقند. فكان يذهب إلى الكاتدرائية في الآحاد وبعد صلاة الغروب كان يجمع الناس ويعالج معهم موضوعات لاهوتية. توفّيت زوجته باكراً. صُيِّر أسقفاً وأُعطي اسم لوقا. سيم من أسقفَين منفيَّين وراء أبواب موصدة وبلا ضجّة. كان ذلك في 31 أيّار سنة 1923. قاوم المنشقّين الذين دفعتهم السلطات السياسية إلى الاستئثار بالكنيسة وكانوا عملاء لها عُرفوا باسم “الكنيسة الحيّة”. جرى توقيف رجل الله ونفيه. لكنه ترك لشعبه، في تركستان، وصيّة أن لا يتعاملوا مع المنشقّين البتّة. تعرّض للسجن والنفي والتنكيل ثلاث مرّات وعلى مدى سنوات. حاولوا تشويه صورته وتحطيمه بكل الطرق الممكنة. رغم كل شيء لم ينالوا من عزمه وثباته، بنعمة الله. بقي يمارس الطب ما وجد إلى ذلك سبيلاً. عمِي في شيخوخته. خدم في أكثر من كرسي أسقفي. حفظ الأمانة إلى المنتهى. كان رجل صلاة ممتازاً. عجائب عدّة جرت بواسطته وهو بعد على قيد الحياة. رقد في الرَّبّ في 11 حزيران 1961م. أعلنت قداسته الكنيسة الأوكرانية في 22 تشرين الثاني 1995 م. أربعون ألفاً حضروا نقل رفاته التي أُودعت كاتدرائية الثالوث القدّوس في سيمفروبول. وقد تمّ تسجيل عجائب عدّة وانتشار رائحة الطيب السماوي خلال نقل الرفات.