في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدِّيس لاون أسقف قطاني *الشّهداء صادوق ورفاقه *القدِّيس البارّ بيصاريون *الشّهداء تيرانيون الصّوريّ وزنوبيوس الصّيدانيّ ورفاقهما *القدِّيس البارّ أغاثون أسقف رومية *القدِّيس سندس، أسقف بيسيديا *القدِّيس البارّ بلوتينوس *القدِّيسان البارّان كورنيليوس بسكوف وتلميذه باسيان *القدِّيس البارّ أغاثون العجائبيّ.
* * *
✤ القدِّيسون الشّهداء تيرانيون الصّوري وزنوبيوس الصّيدانيّ وآخرون (القرن 4 م)✤
في سنة 304 م، زمن الأمبراطور ذيوكليسيانوس، وولاية فنتوريوس على صور، سقط في تلك المدينة الفينيقية عدد من الشّهداء للمسيح. أفسافيوس القيصري أورد خبرهم في تاريخه (الكتاب 8 الفصل السّابع). فبعدما تساءل: من ذا الّذي رآهم ولم يدهش للجلدات الّتي لا عدّ لها وللثبات العجيب الّذي أظهره أولئك الأبطال وصراعهم، بعد الجلد مباشرة، مع الوحوش الكاسرة؟ ثم أردف قائلًا: “نحن أنفسنا كنا حاضرين عندما تمّت هذه الحوادث ودوّنا قوة مخلّصنا يسوع المسيح الإلهية الّتي تجلّت وأظهرت نفسها بقوة في الشّهداء”. وأضاف: “ظلت الوحوش الضّارية وقتًا طويلًا لا تجسر على ملامسة أجساد أعزّاء الله هؤلاء أو الدّنو منها. بالعكس انقضّت على من كانوا يستفزّونها من الخارج ويحفزونها. كان الأبطال المباركون واقفين وحدهم عراة يلوّحون بأيديهم إليها ليحملوها على الإقتراب منهم. لكنها كلّما هجمت عليهم كانت تقف وتتراجع وكأن قوّة إلهية تصدّها”. استمر ذلك طويلًا وأدهش المتفرّجين. وإذ كان الوحش الأوّل لا يفعل شيئًا كان يُطلَق سراح وحش آخر وثالث في وجه الشّهداء الواحد. ثبات هؤلاء المباركين كان لا يُقهر وصبرهم لا يتزعزع. فكنت ترى شابًا لم يُكمل سنته الثّانية والعشرين واقفًا غير موثق ويداه مبسوطتان بشكل صليب، منشغلًا في صلاة حارة لله ولا يتراجع عن المكان الّذي وقف فيه فيما النّمور والدّبب تلامس جسده وهي تنفث تهديدًا وقتلًا ومع ذلك أفواهها مغلقة بقوّة إلهية لا تدرك. وكنت ترى آخرين – لأنهم كانوا خمسة – مطروحين أمام ثور برّي يقذف في الهواء بقرنيه كلّ من يقترب منه من الخارج ويمزّقه ويتركه بين حيّ وميت. فلما هجم بوحشية على الشّهداء الأطهار، وكانوا واقفين وحدهم، لم يستطع ان يقترب منهم… أخيرًا بعد سلسلة من الهجمات المروّعة قُتل الشّهداء جميعهم بالسّيف. وبدلًا من دفنهم في الأرض طُرحوا في أعماق البحر.
أما تيرانيون فكان أسقفًا لكنيسة صور وزنوبيوس كاهنًا في كنيسة صيدا. هذان مجّدا كلمة الله في أنطاكية بصبرهما حتّى الموت. وفيما أُلقي الأسقف في أعماق البحر، مات زنوبيوس، وكان طبيبًا ماهرًا، بسبب تعذيب شديد لقيه على جنبيه. الخمسة الأوائل قضوا سنة 304 م فيما قضى الإثنان الباقيان سنة 310، لكنّهم أُحصوا معًا.