في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشَّهيد ماما ووالداه ثيودوتوس وروفينا. *القدّيس يوحنّا الصَّوّام بطريرك القسطنطينيّة. *شهداء نيقوميذيّة الـ 6628. *الشّهداء ديوميدوس ويوليانوس وأوتيخيانوس وهزيخيوس وليونيدوس وفيلادلفوس وميلانيبوس وبرتغابوس وعمّون وآيثالا. *القدّيسان الصِّدّيقان ألعازر وابنه فنحاس. *الشُّهداء الرُّوس الجدد برصنوفيوس كريلّوف وآخرون.
✤ القدّيس يوحنّا الصَّوّام بطريرك القسطنطينيّة ✤
ولد يوحنّا ونشأ في مدينة القسطنطينية. امتهن النحت كأبيه وكان محبّاً لله منذ نعومة أظفاره. عرف به البطريرك يوحنّا الثالث فأرسل في طلبه وسامه، في الوقت المناسب، شمّاساً، وأسند إليه خدمة الفقراء. كان يوحنّا محبّاً، شفوقاً، سخيّاً، لا يفرّق في خدمة الفقراء بين مستحق وغير مستحق، كمثل الآب السماوي “يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين” (متى 5: 45). وكان كلّما أجزل العطاء أغدق الله عليه حتى بدا كأن صندوق العطاءات لا قرار له. وقد ارتبطت لديه محبّة الفقراء بالتقشّف والنسك الشديدين. في العام 582 فرغت سدّة البطريركية فاختير بطريركاً جديداً فمانع ثمّ رضخ واتّخذ اسم يوحنّا الرابع. امتدّت خدمة البطريرك الجديد ثلاث عشرة سنة، وهو أول مَن لقّب بـ “البطريرك المسكوني”، ابتداء من العام 586 للميلاد. حافظ يوحنّا، في البطريركية، على نسكه ومحبّته للفقير ولم يتغيّر. فكان لا يشرب الماء إلاّ قليلاً جداً ولا يتناول من المأكول سوى بعض الخسّ والبطيخ والتين المجفّف والزبيب، ولا ينام ممدّداً بل جالساً، طاوياً ركبتيه إلى صدره. ولهذا السبب لقبّته الكنيسة بـ”الصوّام”. أما محبّته للفقير فلم تكن لتعرف الحدود. كان يبدّد كل ما لديه على المساكين تبديداً. نسكه ومحبّته للفقراء كانا سياجه وعنوان قداسته وخدمته كبطريرك. ويقال إنّه من كثرة ما أنفق، اضطر، في أواخر حياته، إلى الاستدانة من الأمبراطور. رقد في سلام في العام 595 للميلاد. بعد موته، أراد الأمبراطور أن يسترد ما له من ديون على البطريرك. فلما كشفوا على قلاّيته لم يجدوا فيها سوى ملعقة من خشب وقميص من كتّان وجبّة عتيقة.