في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس البارّ ألكسيوس رجل الله. *الشّهيد مارينوس. *المُعترف ثيوكتيريستوس البثينيّ. *الشّهيد بولس الكريتيّ. *القدّيس البارّ مكاريوس العجائبيّ الرّوسيّ. *القدّيس البارّ باتريكيوس، أسقف إيرلندا ومبشّرها. *شهداء الإسكندريّة.
✤ القدّيسون شهداء الاسكندريّة (+392 م)✤
عام 392 م حصل ثيوفيلوس، رئيس أساقفة الإسكندريّة، على إذن من الأمبراطور ثيودوسيوس الكبير بتحويل هيكل قديم مهجور لباخوس إلى كنيسة. فلما باشر بتنظيف المكان بلغ فيه مغاور تحتيّة سرّيّة تعرف باسم “أديثا”. هذه كان الوثنيون يعتبرونها مقدّسة. في هذا الموضع اكتُشفت أشكال قبيحة مضحكة عمد ثيوفيلوس إلى عرضها على النّاس ليبيّن الاعتقادات المفرطة في الغرابة الّتي اعتنقها الوثنيون. أثار الأمر حفيظة الوثنيّين الّذين تسبّبوا في فتنة قتلوا خلالها العديد من المسيحيّين في الشّوارع ثم انسحبوا واحتموا بهيكل سرابيس العظيم بمثابة قلعة. كذلك أمسكوا عددًا من المسيحيّين وحاولوا إجبارهم على التّضحية لسيرابيس، ولما امتنعوا عذّبوهم وقتلوهم صلبًا وحطّموا سوقهم وألقوهم في بالوعات الهيكل حيث كان يجري تصريف دماء الضّحايا. يذكر ان أبرز آلهة مصر كان آبيس، المسمّى أيضًا أوزيريس. هذا كان في وقت من الأوقات ملكًا عظيمًا، وقد جرت عبادته بصورة ثور، فيما زوجته إيزيس كانت من علّم النّاس الزّراعة أو حسّنها عندهم.
كان هيكل سرابيس في الإسكندريّة غنيًا فخمًا. قد شُيِّد في ساحة جميلة فسيحة. وكان يُصعد إليه على مائة درجة ويحيط به عدد من الأبنية الفاخرة للكهنة والموظفين. كان الهيكل رخامي العمارة يستند إلى أعمدة ثمينة فيما كانت الجدران، من الدّاخل، ملبّسة بالنّحاس والفضّة والذّهب. وكان الصّنم ضخمًا في حجمه وذراعاه الممدودتان بلغتا الحائط المقابل من الهيكل. صورته كانت صورة شيخ وقور ملتح طويل الشّعر. إلى هذه الصّورة ضُمّت صورة وحش بثلاثة رؤوس، أكبرها في الوسط كان لأسد وعن يمينه كلب تذلّل له وعن يساره ذئب كاسر. ثم كانت هناك حيّة تلفّ الحيوانات الثّلاثة وتتكئ رأسها على ذراع سرابيس اليمنى. وكان على رأس الوثن حملٌ إشارةً إلى خصوبة الأرض . التّمثال كان من حجارة كريمة وخشب ومعدن. لونها في الأصل كان الأزرق لكن البخار والرّطوبة في المكان جعلاه أسود. كذلك كانت هناك فجوة في الهيكل تدخل منها أشعة الشّمس لتضيء فم التّمثال في السّاعة الّتي يُؤتى بوثن الشّمس لزيارة سرابيس. لم يكن هناك في كلّ مصر صنم أكثر توقيرًا من هذا، وبسببه كانت الإسكندريّة تُعتبر مدينة مقدّسة. فلما بلغ الأمبراطور ثيودوسيوس خبر الفتنة غبط الّذين سقطوا شهداء بين المؤمنين. وحتّى لا يسيء إلى ذكراهم عفا عن القتلة لكنه أصدر أمرًا بدكّ كلّ هياكل مصر. فلما قرأ المنادون رسالته في الإسكندريّة رفع الوثنيون صرخات منكرة وترك الكثيرون منهم المدينة، والكلّ انسحبوا من هيكل سرابيس. أما الصّنم فقُطّع وأُلقي في النّار. الوثنيون، من جهتهم، كانوا مقتنعين انه إن كان أحد ليجرؤ على مسّ الصّنم فإن السّماء ستطبق على الأرض ويعود العالم إلى حال الخواء الّذي ساد أولًا. ولما رأوا ان شيئًا من هذا لم يحدث أخذوا يحتقرون ذاك الّذي تحوّل رمادًا. هذا وقد بُنيت في الموضع كنيستان وحُوِّلت المعادن الّتي جمعت من الهيكل الوثني لاستعمال هاتين الكنيستين. وفي غضون سنتين جرى دكّ كلّ هياكل مصر الوثنيّة. هذا الخبر أورده المؤرخون الكنسيون ثيودوريتوس وروفينوس وسقراط وسوزومينوس.