في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيسة البارّة مريم المصريّة. *القدّيس البارّ مكاريوس الـمُعترف. *أبينا الجليل في القدّيسين مليتون، أسقف سرديس. *القدّيس آحاز الصّدّيق. *الشَّهيدان جارونتيوس وباسيليدس. *المعادِلا الرُّسُل كيدوك وأدريانوس الإيرلنديّان. *أبينا الجليل في القدّيسين دودولينوس فيينا. *الشّهيدة ثيودورة الرّوميّة. *القدّيس البارّ فاليريكوس لوكون. *القدّيس البارّ يوحنّا شوتلّلي. *القدّيس البارّ أفتيميوس سوزدال. *الشّهيد إبراهيم البلغاريّ. *القدّيس البارّ بروكوبيوس التّشيكي. *القدّيس البارّ جاورجيوس الأوّل، أسقف مولدوفا الرّومانيّة. *القدّيس البارّ جارونتيوس الكييفيّ. *الجديد في الشُّهداء مكاريوس الرّوسيّ، أسقف ليوبان النّوفغوروديّة.
✤ القدّيس البارّ مكاريوس المعترف (+840 م)✤
ولد حوالي منتصف القرن الثامن للميلاد. تيتّم باكراً فربّاه عمّه. شاء هذا الأخير أن يزوّجه وهو شاب صغير فلم يرغب. مال إلى حياة الهدوء فاعتزل في كنيسة بعيداً عن الناس. علَّمه كاهنها كيف يحفظ ذهنه من التشتّت مشدوداً إلى الخيرات الأبدية. رغب في الحياة الرهبانية. انضمّ إلى دير القدّيس يوحنا اللاهوتي المعروف بـ “بيليسيتوس”، في جبل الأوليموس البيثيني. هناك اتخذ اسم مكاريوس وسلك بغيرة وحميّة كبيرَين في أصول الحياة الروحية. لفت الأنظار لتواضعه فجرى اختياره رئيساً إثر وفاة الرئيس في ذلك الحين. مَنّ عليه الربّ الإله بموهبة صنع العجائب. ذاع صيته حتى بلغ القسطنطينية. سامه البطريرك تراسيوس كاهناً. استمرّ يشفي المرضى بسلام خمسة عشر عاماً. فلما حمل الأمبراطور لاون الخامس الأرمني على الإيقونات المقدّسة ومكرّميها والمدافعين عنها نال نصيباً من الاضطهاد. بعث إليه الأمبراطور بمَن وعده بالكرامات والعطايا لديره إن هو أذعن لمذهبه، فأجاب: “ليست للكرامات والمغانم عندي أية قيمة. وأنا، من أجل الإيمان الحقّ، مستعدّ لمكابدة كل صنوف التعذيب والتنكيل”. أُلقي في السجن وتولّى رئيس أحد الأديرة ممَن تحزّبوا للأمبراطور محاولة إقناعه بالعدول عن موقفه. فلمّا عيل صبره نقل إلى الأمبراطور أن زعزعة الأرض برمّتها أيسر من ردّ مكاريوس عن قراره. أُخضع للتعذيب وتمّ نفيه إلى البوسفور. لم يعد يُسمح له بالاتصال بتلاميذه وأصدقائه. فلما مات لاون (820 م) أُطلق سراح مكاريوس مع غيره من المعترفين، لكن كان محظوراً عليه العودة إلى ديره. بقي في أحد ديورة خلقيدونيا بمعيّة البطريرك المنفي، القدّيس نيكيفوروس. أسّس ديراً في خريسوبوليس، على شاطئ البحر، فاجتذب عدداً كبيراً من الرهبان. فلما تبوّأ ثيوفيلوس (829 – 842) العرش، استُدعي مكاريوس إلى القسطنطينية. وبعد محاولات فاشلة لاستمالته أُلقي في سجن رطب. ضُرب بالسياط ومُنع عنه الطعام إلا أقلّه. تمكّن في السجن من هداية العديد من الهراطقة إلى الإيمان الأرثوذكسي. أثار حفيظة الأمبراطور فنفاه إلى جزيرة صغيرة في بحر مرمره. تبعه العديد من الرهبان إلى هناك وأسّسوا ديراً. جرت على يده عجائب جمّة. شفى المرضى وأطعم الجياع. هناك أيضاً استودع الربَّ الإله روحه في 18 آب 840 م بعدما عيّن لتلميذَيه دوروثاوس وسابا الموضع الذي ينبغي أن يُوارى فيه الثرى.