في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*شهداء سبسطيّة الأربعون *الشّهيد أورباسيان *القدّيس البارّ قيصاريوس النّـزينـزيّ *الشّهداء الجدّ والجدّة والأب والأم والولدان *القدّيس باسيان أسقف برشلونة *القدّيس فيلوروموس المعترف *الشّهيد عبد المسيح رئيس دير طور سيناء *القدّيس البارّ موسى رئيس دير والدة الإله في قرية الرّاس.
* * *
✤ القدّيس البار قيصاريوس النّـزينـزي (القرن 4 م)✤
هو الشّقيق الأصغر للقدّيس غريغوريوس النّزينزي اللّاهوتي. أبصر النّور سنة 330 م ونشأ كأخيه على الفضيلة في كنف والديه القدّيس غريغوريوس الشّيخ والقدّيسة نونا. تبع أخاه للدراسة والتّحصيل في أهم مراكز الثّقافة في ذلك الزّمان: قيصريّة الكبّادوك وقيصريّة فلسطين والإسكندريّة حيث درس الرّياضيات وعلم الفلك والفلسفة والبيان. لكن أكثر اهتمامه انصبّ على الطّب. ويبدو انه تعرّف إلى القدّيس أثناسيوس الكبير والقدّيس أنطونيوس الكبير وحصّل منهما نفعًا جزيلًا. انتقل بعد ذلك إلى القسطنطينيّة حيث عيّنه الأمبراطور قسطنديوس (337 – 361) طبيب القصر الملكي. كذلك أبدى له يوليانوس الجاحد (361 – 363) أيّما احترام حتّى قيل ان قيصاريوس كان المسيحي الوحيد الّذي لم يشأ الأمبراطور ان يفنيه. بالعكس جعله يوليانوس رئيس أطبائه ومديرًا للماليّة. هذه الحظوة الّتي نعم بها قيصاريوس أقلقت القدّيس غريغوريوس، أخاه، وبقيّة أفراد العائلة. خافوا ان يستميل يوليانوس قيصاريوس إلى الكفر بالمسيح. حرّر له غريغوريوس رسالة دعاه فيها إلى نبذ كرامات القصر والعودة إلى وطنه. رغم ذلك بقي قيصاريوس في المدينة المتملّكة لبعض الوقت ساعد خلالها المسيحيّين المضطهدين وأمل في إقناع يوليانوس بتغيير موقفه من الكنيسة والمسيحيّين. لكنه ما لبث ان أدرك انه يحاول عبثًا وان تصلّب يوليانوس في ازدياد. أخيرًا طلب الأمبراطور من قيصاريوس ان يكفر بيسوع فأبى ذلك بشدّة وأعلن تمسّكه بالإيمان بالفم الملآن أمام جميع أهل القصر. وبعد ان فعل ذلك تخلّى عن كلّ شيء، الغنى والكرامات، وعاد إلى نزينـزه حيث أقام في منـزل العائلة وامتدّ صوب السّكان وأخذ يعتني بمرضاهم. فلما قضى يوليانوس عاد قيصاريوس إلى القسطنطينيّة زمن والنس (364 – 378) الّذي جعله مسؤولًا عن الأموال العامة في نيقية البيثينيّة. في آخر أيامه تخلّى عن وظيفته، إثر هزة أرضيّة ضربت نيقية، واعتمد. عادة المعموديّة المتأخرة في ذلك الزّمان كانت شائعة. وقد رغب في السّلوك في النّسك. لكنه ما لبث ان مرض ومات وهو في نيقية في 10 آذار 369 م قبل ان يباشر بتحقيق ما رغب فيه. ويبدو انه تخلّى للفقراء، في وصيّته، عن كلّ مقتنياته. وهو نُقل إلى أرينـزه حيث دُفن.