في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس البارّ يوحنّا السّينائيّ المـُلقّب بـ “السّلّميّ” *القدّيس جواد النّبيّ *القدّيس البارّ يوحنّا الكبادوكيّ *أبينا الجليل في القدّيسين يوحنّا بطريرك أورشليم *القدّيسة البارّة أوبولا *الجديد في الشّهداء زكريّا الكورنثيّ *أبينا الجليل في القدّيسين صفرونيوس الرّوسيّ أسقف إيركوتسك *الرّاهب الّذي لم يدن أحدًا.
* * *
✤ القدّيس البارّ يوحنا الكبّادوكي (القرن 4 م) ✤
اسم أمّه يوليانا. ترمّلت ويوحنا ولد صغير. ربّته على التّقوى. لما بلغ الثّالثة عشرة خرج إلى الكنيسة فالتقاه إنسان غريب لم يسبق له ان عرفه وأوصاه بالإنسحاب إلى البرّية إذا ما رغب في جهاد يساويه بالملائكة. ودّع أمّه وطلب صلاتها وتوجّه إلى ناحية صحراوية قاحلة في اتجاه أرمينية، بين كاراداغ وأكغول. وما إن مضى على رحلته عشرة أيام حتّى التقى ناسكًا مصريًا اسمه فرموتيوس (نعيّد له في 11 آذار). هذا استبقاه في مغارته أسبوعًا ودرّبه على مبادئ الحياةِ الرّهبانية . ثم قاده ملاك فجاء إلى بئر جاف عمقه خمسون مترًا وفيه زحّافات وحيوانات صغيرة . تذكّر يوحنا أمثال يوسف العفيف والأنبياء دانيال وإرمياء ويونان الّذين أقاموا في الهاوية رسمًا لنـزول المسيح إلى الجحيم، فرسم على نفسه إشارة الصّليب وارتمى في البئر واثقًا بالله. بلغ القعر بعون الملاك وباشر إقامته فلازم الصّلاة واقفًا وذراعاه ممدودتان أربعين يومًا لا أكل خلالها شيئًا ولا شرب. واذ أوعز ملاك إلى فرموتيوس ان يأتي إلى الصّبي أتاه بطعام سماوي اعتاد ان يتلقّاه من الملاك. وقد حاول فرموتيوس ثنيَ يوحنا عن طريقته النّسكية الشّديدة القسوة خوفًا عليه ونبّهه من فخاخ إبليس وان يتسلّح بالصّبر اتقاء للضجر.
وبالفعل قدم المجرّب إلى فرموتيوس، خلال سنة، بشكل خادم مرسل للبحث عن يوحنا من طرف أمّه وأقنعه بأن يذهب ويتوسّل إلى الشّاب ان يرجع إلى أخصّائه الّذين كانوا ينتحبون لفقده. قال فرموتيوس: “ألا ترى ان جهاداتك لا قيمة لها بإزاء دموع أمّك؟”. ولمّا كان يوحنا قد اقتنى موهبة تمييز الأرواح، رغم حداثته، فإنه أجاب الشّيخ بأنه جعل نفسه ألعوبة لإبليس وأرسله إلى مغارته. وتابع الشّيطان هجومه على الفتى لكن يوحنا لم يُعِرْه أي اهتمام. غاب عنه عدو الخير زمانًا ثم عاد بهيئة أمّه ثم أخته وسعى جهده بالبكاء والعويل ان يبثّ الشّفقة في قلبه. هنا أيضًا لم يُجب يوحنا إلا بازدراء إبليس وحيله والمثابرة على الصّلاة. دام هذا الصّراع عشر سنوات. فلما حانت ساعة رحيل يوحنا قصّ خبره على خريسيوس النّاسك اللّيكاؤني الّذي قدم إلى يوحنا، بأمر الله، ليواريه الثّرى. وإذ رقد يوحنا بسلام غطّاه خريسيوس بردائه وجعل له في موضعه قبرًا حجريًا وغطّى فوهة البئر. وقبل ان يعود أدراجه من حيث أتى زرع نخلة نبتت للحال وامتلأت ثمرًا. وقد أضحى المكان لسكان تلك النّاحية ينبوعًا للأشفية.