Menu Close

في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:

*الأربعاء من اسبوع التجديدات. *الشّهيد في الكهنة سمعان، أخو الرَّبّ، أسقف أورشليم. *القدّيس البارّ يوحنّا الـمُعترف، رئيس دير الأطهار في جبل الأوليمبوس البيثيني. *الشّهيد بوليون القارئ. *الشّهيد لوليون الجديد. *القدّيس البارّ أفلوجيوس المضيف. *القدّيس البارّ نيقون الأردنيّ. *أبينا الجليل في القدّيسين أناستاسيوس الأوّل، أسقف رومية. *القدّيس أزيكوس الإيرلنديّ النّحّاس. *أبينا الجليل في القدّيسين مخّول الإيرلنديّ. *القدّيس البارّ استفانوس لافرا الكهوف.

*        *        *

القدّيس البارّ أفلوجيوس المضيف (القرن 6م)‏✤

كان القدّيس أفلوجيوس يعمل في مهنة تقطيع الحجارة وإعدادها للبناء في إحدى قرى الطيبة المصرية، زمن الأمبراطور البيزنطي يوستينوس الأول (518 – 527م). فكان، كل مساء، لدى عودته إلى القرية، يخرج باحثاً عن مسافر أو راهب عابر ليدعوه بإلحاح كبير إلى المبيت في بيته المتواضع. وبعد أن يبادل ضيفه القبلة الأخوية كان يعمد إلى غسل قدميه، على غرار المسيح يسوع، ثم يعدّ له العشاء مما حصّله من أجره اليومي. وما إن ينتهي وضيفه من تناول الطعام حتى يأخذ ما فضل منه ليلقيه للكلاب، لكي لا يكون له ما يبقيه إلى الغد، معتمداً، في شأن الغد، على تدبير الله المقدّس إتماماً للوصيّة: “لا تهتمّوا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس… لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلّها. لكن اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرّه وهذه كلّها تُزاد لكم. فلا تهتمّوا للغد لأن الغد يهتمّ بما لنفسه. يكفي اليوم شرُّه” (متّى 6: 31 – 34). بعد العشاء كان يمضي الساعات الطوال وضيفه، أو ضيوفه، يتبادل معهم الحديث عن الإلهيات والخيرات الموعود بها في السماء.

ذات يوم، قدّم ضيافة، كضيافة إبراهيم، إلى القدّيس دانيال الإسقيطي. وإذ شعر القدّيس دانيال بممنونية كبيرة صلّى إلى الله أن يمنّ على عبده أفلوجيوس بالخير الجزيل ليتسنّى له أن يزيد عطاياه. وقد جعل القدّيس دانيال نفسه، أمام ربّه، ضامناً لفضيلة أفلوجيوس. لذلك مَنّ عليه ربُّه بما طلب. فكان، في الغد، أن اكتشف أفلوجيوس، وهو ينكش، حفرة تحت الأرض كانت فيها كمية كبيرة من الذهب. وإذ خشي أن يضع مقدَّم القرية يده على الكنز، قام وارتحل سرّاً إلى مدينة القسطنطينية مخلِّفاً وراءه الفضائل الَّتي جرى على ممارستها وهو فقير. وصل أفلوجيوس إلى العاصمة الأمبراطورية فشقّ له غناه الطريق إلى أوساط القصر الملكي ونَعِم بالألقاب الملكية. اشترى قصراً فخماً وعاش في سعة لا يبالي لا بالفقراء ولا بالأعمال المرضية لله. مرّت عليه سنتان على هذه الحال وإذا بالأنبا دانيال، يرى في رؤية أي حال آل إليها محميُّه. فقام لتوّه وتوجّه إلى المدينة المتملِّكة ليعيد أفلوجيوس إلى تقواه السالفة. ولكن كلّما خرج أفلوجيوس من قصره وهمّ دانيال بالدنو منه كان خدّام القصر يدفعون الراهب بعيداً، بقسوة، فلم يستطع أن يكلّمه. وظهرت والدة الإله للقدّيس دانيال ولامته على تهوّره في ضمان أفلوجيوس، ثم وعدته بالاهتمام، شخصياً، بإصلاح الرجل. بعد ثلاثة أشهر، إثر تولّي يوستنيانوس (527م) العرش، اشترك أفلوجيوس في مؤامرة للإطاحة بالأمبراطور لم يُكتب لها النجاح. أما المتآمرون الآخرون فقُبض عليهم وأُعدموا وصودرت ممتلكاتهم. أما أفلوجيوس فتمكّن من الفرار ليلاً مخلّفاً وراءه غناه وصلفه وعاد إلى قريته حيث ادّعى أنه عائد لتوِّه من حجّ إلى الأماكن المقدّسة. إذ ذاك، فقط، عاد أفلوجيوس إلى نفسه ووعى خطيئته. أدرك أنه خير له أن يكون له نصيب في الجنّة فقيراً من أن ينحدر إلى الجحيم غنيّاً. لهذا السبب استعاد مهنته القديمة ولم يمضِ عليه، بنعمة الله، وقت طويل حتى استعاد تقواه ومراحمه حيال الفقراء والمسافرين. على هذه الحال، عاش أفلوجيوس وجدّ إلى أن بلغ سنّاً متقدِّمة ورقد بسلام في الرب. وقد ورد أن عيده كان يُحتفل به، في القسطنطينية، في كنيسة القدّيس موكيوس الَّتي يبدو أنها ضمّت رفاته أيضاً.

مواضيع ذات صلة