في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشُّهداء الكهنة هرمولاوس وهرميبوس وهرموكراتوس. *الشَّهيدة براسكيفي الرّوميّة. *العذراء الشَّهيدة أوريوزيل. *الشَّهيدة أورشليم. *الشَّهيد أبريون. *القدّيس البارّ أغناطيوس ستيريا. *القدّيس البارّ هرمولاوس القبرصيّ العجائبيّ. *القدّيس البارّ جيرونتيوس إسقيط القدّيسة حنّة. *القدّيس البارّ موسى الهنغاري الكييفيّ. *القدّيس البارّ سابا الثّالث الصّربيّ. *القدّيس البارّ يعقوب نتسيتوف ألاسكا.
✤ القدّيس البارّ موسى الهنغاري الكييفي (+1043 م)✤
أصله هنغاري. خدم هو وأخوه جاورجيوس في قصر الأمير الشَّهيد بوريس (24 تمُّوز). هذا كان يكنّ له محبّة كبيرة. فلما قُتل القدّيس بوريس، نجا موسى ولجأ إلى كييف، إلى بيت بْريديسلافا، شقيقة الأمير ياروسلاف. هناك كان يقضي وقته في الصلاة. وحدث أن دحر ياروسلاف سْفياتوبولك ففرّ هذا الأخير إلى بولونيا ليعود، بعد حين، بتعزيزات ويطرد ياروسلاف ويحتلّ كييف. بنتيجة ذلك استيق موسى أسيراً إلى بولونيا. إحدى الأرامل الغنيّات من النبلاء لاحظت قوّته ووقاره فاشترته وحاولت أن تجتذبه إلى الفسق قاطعة له شتّى الوعود. لكن موسى، كيوسف جديد، قاوم التجربة وزاد على أصوامه وتقشّفه. لم يرق الأمر للمرأة فحبسته وفي نيّتها أن تميته جوعاً. لكن الربّ الإله أوحى إلى أحد الخدّام فكان يأتيه بالطعام سرّاً. حاول أصدقاء القدّيس أن يقنعوه بقبول عرض الزواج من الأرملة فأجابهم أن نصائحهم أسوأ من حيّة الفردوس لأنّه هو عازم على حفظ عفّته ليتفرّغ، بلا همّ، إلى محبّة الربّ. أخرجته المرأة من حبسه وفي ظنّها أنّ القسوة لا بدّ أن تكون قد ليّنت نفسه وجعلته يغيّر رأيه. فما كان منه سوى أن اقتبل الإسكيم الرهباني من يد راهب آثوسي عابر. ولما دخل على الأرملة انفجرت غيظاً وسلّمته للتعذيب حتى صبغ الأرض بدمه. كان يقول للجلاّدين: “مستحيل عليّ، يا إخوة، أن أتخلّى عن التزاماتي الرهبانية. لا العذابات ولا النار ولا السيف يمكن أن يفصلني عن محبّة الله والثوب الرهباني المقدّس”. جرى بتر خصيتيه وسُلِّم للضرب اليومي فعانى أياماً طويلة. أخيراً نفخت رياح التغيير واندلعت ثورة أطاحت بالملك وقضت الأرملة وجرى إطلاق سراح موسى بعد ست سنوات تلألأت خلالها فضيلته نظير أيوب ويوسف العفيف. عاد إلى كييف وانضمّ إلى لافرا الكهوف في عهدة القدّيس أنطونيوس. خلد إلى الصمت والصلاة عشر سنوات بلغ في نهايتها قامة روحيّة مرموقة وأشعّ بنعمة الله. رقد بسلام في الربّ في 26 تمُّوز سنة 1043م. بقاياه محفوظة غير منحلّة في مغارة القدّيس أنطونيوس، وقد صانت صلواته، عبر العصور، عدداً كبيراً من المؤمنين المجرَّبين بروح الزنى وتجارب الجسد.