Menu Close

في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:

*القدّيس البارّ أفكسنديوس السّوريّ. *القدّيس البارّ مارون النّاسك. *القدّيس البارّ إبراهيم القورشيّ. *الشّهيد في الكهنة فيليمون، أسقف غزّة. *الجديد في الشّهداء نيقولاوس الكورنثيّ. *الجديد في الشّهداء داميانوس الجديد. *الجديد في الشّهداء جاورجيوس الخيّاط. *القدّيس البارّ إسحق الكهفيّ الكييفيّ. *القدّيس كيرلّلس الفيلسوف، المعادل الرّسل، منير الشّعوب السّلافيّة.

القدّيس البارّ اسحق الكهفي الكييفي (+1090 م)

كان تاجرًا غنيًّا في توروبتز القريبة من بسكوف. رغب في الحياة الرّهبانيّة فوزّع ثروته على المحتاجين والأديرة. وأتى إلى القدّيس أنطونيوس الكييفي، المعيّد له في 10 تموز، ورجاه ان يصيِّره راهبًا. فكان له ما اشتهته نفسه ودُعي إسحق. ولما كان على درجة عالية من الحماس، رغب في حياة نسكية أقسى من حياة بقية الإخوة. استقر في مغارة على الضّفاف الوعرة لنهر الدّنيبر. سدّ فتحة المغارة وأقام في داخلها سبع سنوات عليه رداء بسيط من الشّعر. معظم وقته كان يمضيه في الصّلاة ولم يكن يأكل سوى مرة كلّ يومين. طعامه كان قربانة صغيرة يأتيه بها القدّيس أنطونيوس ويدفعها له عبر فتحة صغيرة في الحائط بالكاد تسع اليد. وإذ لم يكن قد تروّض على الاتضاع سلفًا فإن جهاداته النّسكية ولّدت في نفسه شيئًا من الثّقة والاعتداد بالنّفس حال بينه وبين تمييز الأرواح. فلما خدعه الشّيطان انخدع. مفاد ذلك انه في أحد الأيام سجد إسحق ورنم المزامير حتّى منتصف اللّيل. فلما تعب جلس على كرسيِّه وأطفأ الشّمعة. فجأة أضاء نور قوي في المغارة كنور الشّمس. وظهر أمامه شابان وسيمان قالا له: يا إسحق، نحن ملاكان، وها هو المسيح قادم إليك مع ملائكته. وإذا بجمهرة من الشّياطين بهيئة نورانيّة تظهر له وأحدها أكثر إشعاعًا من سواه. قيل له: هذا هو المسيح فاسجد له! لم يخطر بباله ان ما هو ماثل أمامه من عمل الشّيطان. لم يخطر بباله ان يرسم على نفسه إشارة الصّليب. فخرج من قلاّيته وسجد للشياطين كما للمسيح. إذ ذاك صاروا يصرخون: لقد صرت لنا يا إسحق! ثم قادوه إلى قلاّيته وأجلسوه وجلسوا من حوله. قال أحدهم: خذوا مزامير وطبولاُ وأعوادًا ودقّوا. إسحق سوف يرقص لنا. ودارت الموسيقى والرّقص وأخذ إسحق في الرّقص حتّى أُنهك فتركوه نصف ميت وانصرفوا. في اليوم التّالي اكتشفه إخوة الدّير في حال يرثى لها. كان في وهن شديد في النّفس والجسد. لم تكن له طاقة على الوقوف أو الجلوس أو الحركة. بقي سنتين لا يأكل ولا يشرب ولا يتكلّم. كان أصمّ أبكم والرّبّ الإله، لعظيم رحمته، أبقى عليه. كان الإخوة يصلّون له ويصلّون عليه. في السّنة الثّالثة بدأ يتكلّم. طلب ان يوقفوه على قدميه. بدأ يمشي كطفل صغير. لم يكن يعرف كيف يأكل. كانوا يضعون الخبز أمامه. أخيرًا مدّ يده وأخذ ووضع الخبز في فمه. استعاد عافيته بعد لأي وانتقل للعيش في إطار الحياة المشتركة. عزيمته على مقاومة تجارب إبليس كانت بلا حدود. كلّفوه في الدّير بأقسى المشاغل فكان خادمًا للجميع. أخذ يتروّض على الاتضاع. لم تلبث فضيلته ان ذاعت. ولكي يتقي مدائح النّاس أخذ يتظاهر بالجنون. كان يعرِّض نفسه للبرد الشّديد والسّخرية وسوء معاملة الآخرين له. كان يقف في الكنيسة دونما حركة وكانت رجلاه تتجمّدان على الحجر فلا يسمح لنفسه بأن يحرَّكهما. شيئًا فشيئًا اقتنى سلطانًا على حركاته الدّاخلية في القلب وصار على صحو عميق حتّى منّ عليه ربّه بنعمة اللّاهوى. عاد إلى مغارته الأولى بلا خوف وأقام في نسك شديد لم يكن لإبليس خلاله أي غلبة عليه. كيف يقهره وقد تمرّس على الاتضاع وصار في اللّاهوى؟ أخيرًا أخذت قواه في التّناقص. رقد في الرّبّ مكمَّلًا بالقداسة.

مواضيع ذات صلة