في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
* الأحد السّادس بعد الفصح: آباء المجمع المسكونيّ الأوّل , أي الآباء ال318 المجتمعين في نيقية. * الشّهيد في الكهنة دوروثاوس الصّوريّ. * القدّيس البارّ دوروثاوس التّباييسيّ. * الشّهداء مرقيانوس ورفقته. * القدّيس البارّ دوروثاوس تربيزوند. * الشّهيد خريستوفوروس الرّوميّ. * الشّهيد قونون الرّوميّ. * الجديد في الشّهداء مرقص الإزميريّ. * القدّيس البارّ ثيودوروس العجائبيّ. * القدّيس البارّ بونيفاتيوس المعادِل الرُّسُل. * الشّهيد Adaler الإيرلنديّ. * الشّهيد سانكتيوس قرطبة. * الشّهيد في الأبرار إيغور تشرنيكوف الكييفيّ. * أبينا الجليل في القدّيسين قسطنطين، متروبوليت كييف. * القدّيس البارّ بطرس كوريتشا الصّربيّ.
* * *
✤ القدّيس البارّ بطرس كوريتشا الصّربي (+1270م)✤
من عائلة تقيّة من Petch في صربيا. كان بطبعه هادئاً. مال، منذ حداثته، إلى الصَّوم والتردّد على الكنيسة ودراسة الكتب المقدّسة دونما إقبال على اللهو نظير الأولاد الذَّين في سنّه. وإذ تلقّن من الكتاب المقدّس أنّه يوافق ان يغادر المرء كلّ شيء ابتغاء محبّة الله عبّر عن رغبته، إثر وفاة أبيه، في اقتبال الحياة النسكيّة. ذكّرته أمّه بواجباته حيال شقيقته، هيلانة، فلازم المنزل الأُسَري وضاعف أتعابه النسكيّة. فلما انصرفت أمّه إلى ربّها، قرّر وشقيقته أن ينخرطا في الحياة الرّهبانية. قبل الإسكيم الرّهباني من يد راهب شيخ كان يقيم غير بعيد عن قريتهما. ثمّ بنى لنفسه ولشقيقته قلاّيتين صغيرتين وشرعا في السيرة الملائكية. وإذ أخذ الأهل والأصدقاء بإقلاق سكينتهما، بتواتر، حاملين إليهما المؤن، انتقلا إلى موضع أبعد. ولكن، هناك أيضاً لم تكن فضائلهما لتُخفى فأخذ الزوّار يتدفّقون عليهما. حاول بطرس أن ينتقل، دون شقيقته، إلى مكان مجهول لكنّه لم يخف عن ألحاظ هيلانة فرافقته إلى جبل عال، فوق Prizren، بقرب قرية اسمها كوريتشا تُعرف اليوم بـ “كاباخ”. وإذ رقدت هيلانة بالرَّبّ، بعدما أضنتها الطريق، رسم القدّيس عليها إشارة الصليب وتابع المسير ليحيا وحيداً دونما عزاء بشري.
عاش سنوات طويلة في مغارة كابد فيها البرد القارس والحرّ الخانق، وفق الفصول، يغتذي بالبلّوط والأعشاب البرّية. وكانت الحيوانات تؤنسه فيما كانت الأبالسة تقاومه بضراوة. ولكن، كان بطرس، بنعمة الله، يردّها عنه بالعلم الإلهيّ وإنشاد المزامير والترانيم الروحيّة. ذات يوم فيما هاجمت أفعى مرعبة المغبوط تراءى له رئيس الملائكة ميخائيل شاهراً سيفه وردّها عنه. إثر ذلك ضاعف بطرس أعماله النسكيّة بنقاوة ذهن حتى تمكّن من تمييز كلّ فخاخ الأبالسة وإحباطها بالصَّلاة والتواضع المقدّس مردّداً في كلّ حين: “أنا تراب ورماد بإزاء سيّدي ولا أستطيع شيئاً من دونه”. ذات يوم انقضّت عليه كوكبة من الغربان وحاولت قلع عينيه ولكنْ طردها القدّيس بالصَّلاة وتلاوة دستور الإيمان. في أعقاب هذه الانتصارات على تجارب إبليس ملأ الرَّبّ الإله عبده فرحاً لا يوصف بظهور نور إلهي في المغارة. دامت الرؤية بضعة أيام نسي القدّيس خلالها حتى طعامه.
وإذ لم يشأ الرَّبّ الإله لكوكب التقوى هذا أن يبقى خفيّاً عن العالم أرسل إليه رهباناً رجوه بدموع أن يقبلهم ويعلّمهم سيرة الهدوء. رأى القدّيس في قدومهم إليه علامة دنو مغادرته إلى الرَّبّ الإله، فعيّن لهم موضعاً من المغارة طالباً منهم أن يحفروا له قبراً. ثمّ أطلعهم على سيرة حياته وجهاداته وأنعام الله عليه. وبعدما أسلمهم التعليم، مرض. وإذ ساهم القدسات هتف: “المجد لله على كلّ شيء!” وبعدما صلّى بحرارة صامتاً اختلى عنهم ورقد بسلام في الرَّبّ يوم الخامس من حزيران سنة 1270 أو ربما 1275. في تلك الليلة أمكن الناظرين معاينة وهج كمية كبيرة من الشموع تضيء المغارة الذَّي امتلأت، في اليوم التّالي، من العطر الإلهيّ. بعد ذلك بنى الملك دوشان كنيسة ضمّت رفاته العجائبية. وفي نهاية القرن السّادس عشر، نُقلت الرفات إلى دير تشرناريكا، بقرب Novi Pazar، لحفظها من العثمانيين. هناك لا يزال إكرامها مستمراً إلى اليوم.