في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
الأحد الرابع بعد الفصح: أحد السامرية.* الشّهيد باسيليوس.*الجديد في الشّهداء بولس، صانع الأخفاف. *الشّهيد فاسيليسكوس. * ذكرى المجمع المسكونيّ الثّاني المجتمع في القسطنطينيّة. *الشّهيد مركلّوس. *الشّهيد كودراتوس. *الشّهيدة صوفيّا. *الشّهيد يوحنّا فلاديمير الصّربيّ. *الشّهيد القدّيس البارّ بوتيان بياربون الفرنسيّ. *الشّهيدان كاستوس وإميليوس. *الشّهيدة جوليا كورسيكا. *الشّهيدة في العذارى كويتيريا الإسبانيّة.
* * *
✤ ذكرى المجمع المسكوني الثاني المجتمع في القسطنطينية (381م)✤
ضمّ هذا المجمع الكبير المقدّس، الذي دعا إليه الأمبراطور ثيودوسيوس الكبير، مائة وخمسين أسقفاً من المشرق، وذلك بين شهرَي أيّار وتموز من العام 381م. رأس المجمع، أوّل الأمر، القدّيس ملاتيوس الأنطاكي، المعيَّد له في 12 شباط، وهو زعيم الأرثوذكسية الذي أكرمه الأمبراطور إكراماً مميَّزاً. ثم بعد وفاته المفاجئة التي تلت افتتاح أولى الجلسات بأيّام، والجنّاز المهيب الذي أقيم له واشترك فيه الأمبراطور وكل الآباء، جرى اختيار القدّيس غريغوريوس اللاهوتي خلفاً له. لم يكن قد مضى على القدّيس غريغوريوس، يومذاك، سوى فترة قصيرة جرى خلالها تنصيبه رئيس أساقفة على القسطنطينية. ولكن لما لم يتمكّن الأساقفة من الاتفاق فيما بينهم بشأن مَن يخلف ملاتيوس على كرسي أنطاكية، اتُّهم غريغوريوس بأنه انتقل إلى كرسي القسطنطينية خلافاً للقوانين المقدّسة فانسحب. إذ ذاك اختير القدّيس نكتاريوس ليحلّ محلّه، على الكرسي القسطنطيني وفي رئاسة المجمع المقدّس معاً. بين الآباء القدّيسين الذين لمع نجمهم خلال هذا المجمع، كان هناك القدّيس كيرللس الأورشليمي (18 آذار) والقدّيس أمفيلوخيوس أسقف إيقونيا (23 تشرين الثاني) وأخو القدّيس باسيليوس الكبير: القدّيس بطرس السباسطي وخصوصاً القدّيس غريغوريوس النيصصي (10 كانون الثاني). هذا الأخير هو الذي كان الملهم الحقيقي للمداولات، وتمكّن من إحراز النجاح الكامل للبرنامج الذي سبق لأخيه القدّيس باسيليوس الكبير أن أعدّه بعدما خاض في سبيله معارك طويلة مضنية. وقد كان بالإمكان القول، بعد الذي حصل، أن القدّيس باسيليوس الذي كان قد رقد في الرب قبل ذلك بسنتين، كان بالفعل، بوساطة أخوَيه وتلاميذه، حاضراً في الروح في هذا المجمع الذي جاء تتويجاً لأتعابه، سواء على الصعيد اللاهوتي أو على مستوى التنظيم الكنسي.
هذا وقد أعلن الآباء القدّيسون، محرَّكين من الروح القدس، ان الآب والابن هما حقّاً من طبيعة واحدة، واضعين بذلك حدّاً لعواقب الهرطقة الآريوسية التي قسمت المشرق بعنف على مدى خمسين سنة. كما ألقى الآباء الحرم على أتباع مقدونيوس الذين نسبوا إلى الروح القدس ما نسبته تجاديف آريوس لألوهة الابن. كذلك دحضوا بقيّة الهراطقة: صاباليوس ومركلّوس أنقرة وفوتينوس سيرميوم وأفنوميوس وأييكيوس وبولس السميساطي وأبوليناريوس (القانون الأول). وقد أكّدوا من غير التباس الإيمان بالثالوث القدّوس الغير المنقسم: آب وابن وروح قدس، ثلاثة أقانيم إلهية متميِّزة من جوهر واحد، كذلك أكّد الآباء الإيمان بتجسّد ابن الله كما سبق أن حدّده آباء المجمع المسكوني الأول، وأكملوا وختموا، بصورة نهائية، دستور الإيمان الذي بثّوه في الكنيسة بمثابة تحديد كامل لسرّ الخلاص. هذا التعبير الرصين المرموق عن العقيدة المسيحية أكّدته كل المجامع المسكونية اللاحقة واعتبرته المعيار المعصوم للإيمان الأرثوذكسي، الذي لا يتغيّر بتعاقب العصور. دستور الإيمان هذا يتلوه المؤمنون كل يوم، مما يجعلهم شركاء في إيمان الآباء القدّيسين، خلفاء الرسل، وهو يحفظ كل الكنيسة في الوحدة والاتّفاق.
وقبل أن ينفضّ المجمع أصدر الآباء سبعة قوانين أعلنوا فيها جملة من القواعد الانضباطية المهمّة بالنسبة لعلاقات الكنائس المحليّة فيما بينها، مصرِّحة، بخاصة، أن أسقف القسطنطينية، رومية الجديدة، ومقرّ الإدارة الملكية، سوف يكون له من الآن فصاعداً أوّلية شرفية بعد أسقف رومية (القانون 3). وفي 30 تموز 381م، نشر الأمبراطور ثيودوسيوس الكبير مرسوماً صادق فيه على أعمال المجمع وأشار إلى أنه لا يُعتبر أرثوذكسياً إلاّ مَن كان في شركة مع الآباء، وفرض إعادة الكنائس التي في أيدي الهراطقة إلى الأرثوذكس.