في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الأحد الخامس من الصوم : أحد البارّة مريم المصرية. *أبينا الجليل في القدّيسين الشُّهداء يناير ورفقته. *الشُّهداء ألكسندرا ومَن معها. *أبينا الجليل في القدّيسين مكسيميانوس القسطنطينيّ. *القدّيس البارّ أنسطاسيوس السّينائيّ. *القدّيس البارّ يعقوب سترومينسك.
✤ أبونا الجليل في القدّيسين الشُّهداء يناير ورفقته ✤
وُلد القدّيس يناير في نابولي الإيطاليّة. هذا وفق ادّعاء فريق فيما يُعيده آخرون إلى بنيفنتو الّتي تسقّف عليها فيما بعد زمنَ الاضطهاد الّذي استعر في زمن ذيوكلسيانوس قيصر (284– 305). يومذاك كان أربعة من المؤمنين بيسوع مُلقَين في سجن بوزولي لإيمانهم: سوسيوس، شمّاس ميسينو، وبروكلس، شمّاس بوزولي، وأوتيخس وأكوتيوس، من عامّة المؤمنين المَعروفين. حاكم تلك النّاحية كان دراخونتيوس. سوسيوس الشّمّاس امتاز بحكمته وقداسته وكان على صداقة حميمة والقدّيس يناير الّذي طالما سُرّ به وأمّن لنصائحه. فلمّا ذاع الخبر بشأن وقوع سوسيوس ومَن معه في أيدي العسكر وإيداعهم السّجن صمّم يناير أن يعودهم حيث كانوا ليعزّيهم ويشدِّدهم ويمدّهم بكلّ عَوْنٍ روحيّ دعمًا لهم في معركتهم الكبرى. محبّة يناير وغيرته على خراف المسيح كانت أقوى، لديه، من خوفه على نفسه. الشّهادة عنده كانت مكافأة. توجّه يناير إلى بوزولي دونما تردّد وتمّم خدمته. ولكن شاء الرَّبّ الإله أن يلاحظه حفظة السّجن فبعثوا إلى تيموتاس، الّذي خلف دراخونتيوس، يخبرونه أن وجيهًا من بنيفنتو زار السّجناء المَسيحيّين. فأمر بإلقاء القبض عليه وسوقه لديه في نولا، مقرّ إقامته. وحدث قبل نقل يناير إلى الحاكم أن كلّا من شمّاس الأسقف واسمه فستوس، والقارئ في كنيسته، دسيداريوس، حضرا لتفقّده، فقُبض عليهما، هما أيضًا، واستيقا والأسقف إلى نولا. هناك استُجوب الثّلاثة ونالوا نصيبًا من التّعذيب. وبعد حين انتقل الحاكم إلى بوزولي وجعل المعترفين الثّلاثة يُصفَّدون بالحديد ويسيرون على أقدامهم أمام عربته إلى هناك حيث أُلقوا في السّجن عينه الّذي ضمّ الشُّهداء الآنف ذكرهم. كلّ هؤلاء حُكم عليهم، بأمر من قيصر، أن يُلْقَوا للحيوانات. في اليوم التّالي عُرضت هذه الكوكبة للوحوش في مدرج المدينة. ولكن لم يشأ أيّ من البهائم الدّنوّ منهم. أُصيب المتفرّجون بالذّهول. لكنّهم قالوا: في الأمر سحر! لذا حُكم على الشُّهداء بقطع الهامَة. وقد نُفِّذ الأمر في مكانٍ قريبٍ من بوزولي حيث ووريت أجسادهم التّراب بإكرام من قبل مسيحيّين. فلمّا تغيّر حال المسيحيّين في الأمبراطوريّة الرّومانيّة، بعد العام 312 م، صيرَ في العام 400 م. إلى نقل رفاتهم من هناك. جُعلت أجساد بروكلس وأوتيخوس وأكوتيوس في بوزولي فيما نُقل جسد فوستوس وداسيداريوس إلى بنيفنتو، وجسد سوسيوس إلى ميسينو حيث بُنيت له، فيما بعد، كنيسة فخمة. أمّا جسد القدّيس يناير فنُقل إلى نابولي وصار شفيع المدينة. من أخبار القدّيس يناير في نابولي أنّه حمى المدينة، في أكثر من مناسبة، من ثوران بركان فيزوف، على بُعد ثمانية أميال من نابولي. هذا هدّد المدينة مرّات عديدة، وكان من العنف أحيانًا بحيث بلغ اسوداد الفضاء مدينة القسطنطينيّة بالذّات. إثر ذلك ذاع صيت يناير في الشّرق فصاروا يعيِّدون له، وكانت تُقام، باسمه، مسيرتان حافلتان في السّنة في المدينة المتملّكة. حفظ قدّيس الله للمدينة سُجِّل أيضًا في القرن السّابع عشر والثّامن عشر. وإلى أخبار شفاعة القدّيس تُذاع عنه أعجوبة تُخبِر أنّ بعض دمه كان محفوظًا في قارورتين عتيقتين… الدّم فيها مجمّد وهو داكن اللّون. ولكن حدث مرارًا عديدة، بشهادة شهود عيان، أنّه متى جيء بالوعاءين على مرأى جمجمة القدّيس، ولو عن بعد فإن الدّم، إذ ذاك، كان يسيل ويغلي، وعند أقلّ حركة كان ينساب إلى هذه الجهة أو تلك. هذا كان يحدث كذلك في كلّ مواسم السّنة وفي مناسبات شتّى، خصوصًا كانون الأوّل، ذكرى ثورة البركان فيزوف وإطفاء القدّيس له. حتّى بعض باباوات رومية يذكرون خبر الدّم هذا.
ملاحظة . يُعيَّد لهم، عندنا أيضًا، في 19 أيلول.