في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*وداع التجلي. *نقل رفات القدّيس البارّ مكسيموس المعترف. *القدّيس البارّ ساريدوس الغزّاوي. *القدّيس البارّ دوروثاوس الغزّاوي. *القدّيس البارّ دوسيثاوس الغزّاوي. *القدّيسة الملكة أفدوكيا التّقيّة. *القدّيسة الملكة المغبوطة إيريني. *الشَّهيد كوروناتوس. *الشَّهيدان بامفيلوس وكابيتون. *القدّيسان البارّان سرجيوس واستفانوس. *أبينا الجليل في القدّيسين تيخون زادونسك العجائبيّ، أسقف فورونيج الرّوسيّ. *القدّيس البارّ مكسيموس الرّوسيّ المتباله. *القدّيسة البارّة راديغوند الألمانيّة. *الشُّهداء الرّوس الجدد سيرافيم، أسقف دْمِيتروف وآخرون.
✤ القدّيس البارّ ساريدوس الغزّاوي (القرن 6 م) ✤
قيل من أصل سوري. عاش في فلسطين. ترهّب. أسّس ديراً جنوبي غزّة، على بعد كيلومترات قليلة منها. رأَسه سنين طويلة. كان دير شركة. كما كانت العادة أن يضمّ الدير نسّاكاً في حرمه أو في الجوار، احتضن دير الأنبا ساريدوس الشيخَين القدّيسَين برصنوفيوس ويوحنّا النبيّ. ساريدوس، عملياً، كان لهما تلميذاً لا يأتي عملاً إلاّ بمشورة الشيخ الكبير، أي القدّيس برصنوفيوس. وإذ كان الشيخان في عزلة تامة، لا يتّصلان بأبنائهما الروحيِّين إلاّ بالمراسلة، فقد كان ساريدوس هو الوسيط. كان، بعد الله، مَن يحفظ الشيخين من الناس. لما كان القدّيس برصنوفيوس يردّ على مراسليه بواسطته كان يمنعه من الكتابة في حضرته، لكنّه طلب من أجله أن يعطيه الروح القدس، متى عاد إلى قلاّيته، أن يدوِّن أقواله بالتمام والكمال، بحسب ترتيبها، دون أن يفوِّت منها قولاً واحداً. أبدى ساريدوس اعتدالاً منذ فتوّته، وكان على رزانة فائقة. سلك في التقشّف حتى مرض مرضاً شديداً. نال البرء بصلاة القدّيس برصنوفيوس الذي أوعز إليه بأن يتعاطى جسده، بعد اليوم، بتمييز، بحيث يكون جسدُه ملحقاً بالخدمة الروحيّة، ولكي يقوى على سياسة الإخوة. وإذ محّصه “الشيخ الكبير” تمحيصاً كبيراً في الطاعة وقطع المشيئة، بلغ درجة عالية من الكمال. مدحه برصنوفيوس باعتباره إبن أتعابه، أحلى من العسل، لا ينظر إلى الآخرين إلاّ بصفتهم واحداً وإيّاه ويحسب خاصةً له منفعةَ الجميع. هكذا أخذ عن أبيه الروحي مواهبه وتمييزه وكان، لرهبانه، أباً كلّه صلاح وامّحاء وحكمة، مصدر فرح وسلام لكل الذين يدنون منه. إلى أحد مراسلي القدّيس برصنوفيوس كتب يقول: “إذا وجدتَ في رسالتي أموراً صعبة فاسأل مَن معك، ساريدوس، ولدي العزيز، وبنعمة الله سوف يشرح لك هذه الأمور الصعبة لأنّي صلّيت إلى الله من أجله في هذا الشأن” (الرسالة 10). فضائل الأنبا ساريدوس أكسبته أيّما شهرة حتى اعتبره بعض الرهبان وكأنّه فاق ما للبشر، لذا امتحنه الربّ الإله بقرحات ومرض طال ليتسنّى للمجد الإلهي أن يفيض فيه إلى ما لا نهاية (الرسالة 599). لم يطلب ساريدوس من الله أن يشفيه أو يخفِّف من ألمه. فقط أن يمنّ عليه بالصبر والشكران. لما انتقل إلى ربّه، ترك حكومة الدير للإخوة المختبرين، على أساس أقدميّتهم. وإذ امتنع الجميع تواضعاً، كان إيليان، الذي خرج من العالم منذ وقت قصير، مَن اختير رئيساً. وكان القدّيس يوحنّا النبيّ قد أسرّ أنّه لا يبقى على قيد الحياة أكثر من ثمانية أيّام بعد ساريدوس. لكنّه، بناء لرغبة إيليان، أقام أسبوعين يدرّبه في واجبات خدمته قبل أن يرقد.