في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
الأحد الأوّل بعد الفصح: أحد توما الرَّسول. *أبينا الجليل في القدّيسين جرمانوس القسطنطينيّ. *أبينا الجليل في القدّيسين أبيفانيوس سلامينا القبرصيّة. *القدّيس البارّ ثيودوروس الكريتيّ. *القدّيس البارّ فيليبس أغيرا السّوريّ. *الجديد في الشُّهداء يوحنّا سرّاس المقدونيّ. *الجديد في الشُّهداء يوحنّا الرّومانيّ. *الشَّهيد بانكراس الفيرجيّ. *الشُّهداء فلافيا دوميسيلا ونيروس وأخيلاوس. *القدّيسة البارّة ريكترودا الفرنسيّة. *أبينا الجليل في القدّيسين بوليبيوس رينوكيريا. *أبينا الجليل في القدّيسين هرموجانيس بطريرك موسكو. *القدّيس البارّ ديونيسيوس رادونيج. *الجديد في الشُّهداء الكهنة بطرس بوبوف الرّوسيّ. *الشَّهيد ديونيسيوس الفيرجي. *القدّيس البارّ أتلهارد كانتربري.
✤ تذكار أبينا الجليل في القدّيسين جرمانوس القسطنطينيّ (+740 م)✤
وُلد في حدود العام 634 م. كان والده بطريقاً معروفاً اسمه يوستنيانوس، وقيل من سلالة الأمبراطور يوستنيانوس الأوّل. هذا قتله الأمبراطور قسطنطين الرابع بوغوناتوس حسداً وخصى ابنه جرمانوس ليحول دون تبوّئه مركز المشيخة. كما ألحقه بالكنيسة الكبرى، كنيسة الحكمة المقدّسة، وجعله من صغار رجال الإكليروس فيها. لكن استحالت الضرورة الموضوعة على قدّيس الله سبباً للمجد. فقد سلك جرمانوس في حياة شبيهة بحياة الملائكة. انصرف من المجد الباطل إلى تسبيح الله ودراسة الكتب المقدّسة ليل نهار. من هذا المَعين استمدد قدّيسنا معرفته اللاهوتية الواسعة الَّتي دافع بها عن الإيمان القويم. آباء المجمع المسكوني الثاني قالوا فيه: “تكرّس لله منذ فتوّته نظير صموئيل النبي واقتدى بالآباء القدّيسين فانتشرت كتاباته في كل العالم. صدح بمديح الله بالصوت الملآن وتناول الكلام الإلهي كسيف ذي حدّين شهره في وجه كل المناهضين للتقاليد الكنسيّة”. صُيِّر رئيس أساقفة على كيزيكوس وقاوم هرطقة المشيئة الواحدة. تعرّض للنفي زمن الأمبراطور فيليبيكوس (711 – 713). في العام 715 اختير بطريركاً للمدينة المتملّكة، القسطنطينية. تعلّق الشعب به لفضائله وموهبة النبوّة لديه. في غضون عشر سنوات حمل الأمبراطور لاون الثالث حملة شعواء على الإيقونات ومكرميها. يُذكر القدّيس جرمانوس، بخاصة، في التاريخ الكنسي، لمقاومته للأمبراطور في تلك الحقبة من الزمان. في إحدى رسائله كتب دفاعاً عن إكرام الإيقونات: “حين نكرم رسوم يسوع المسيح فإننا لا نعبد طلاء على الخشب بل الله غير المنظور بالروح والحقّ”. أنكر جرمانوس على لاون حقّه في التدخّل في شؤون الكنيسة وتعدّيه على التقاليد الموقّرة المؤسّسة منذ الزمن الرسولي. فإن كلمة الله بتجسّده صار إنساناً على صورة الناس. وقد اتّخذ طبيعتنا ليجدِّد فينا صورة الله الَّتي بَهُتَت بالخطيئة. لذا فإن الأمبراطور بتعرّضه للإيقونات المقدّسة يتعرّض لسرّ التجسّد. على هذا أعلن جرمانوس أنه مستعدّ لأن يموت من أجل إيقونة السيّد ودعا القيصر إلى الكفّ عن إقلاق الكنيسة بمثل هذه التعدّيات. هذا الكلام تفوّه به قدّيسنا في محضر لاون الَّذي اغتاظ لجسارة البطريرك. وإذ لم يجد ما يردّ به عليه صفعه وطرده. ثم استدعى مدير المدرسة البطريركية واستفسره في شأن عراقة إكرام الإيقونات في الكنيسة. ولما سمع منه كلاماً لم يعجبه أن الإيقونات راسخة في تراث الكنيسة اشتدّ غيظه وأبى أن يذعن للحقّ. لهذا بعث بعسكره الَّذين حاصروا مواقع المدرسة وأحرقوها وألقوا في البحر الآلاف من مجلّدات المكتبة فيها. ثم ان الأمبراطور استدعى جرمانوس من جديد وأوقفه أمام الشيوخ وكبار الموظّفين وحاول إجباره على التوقيع على مرسوم يأمر بالإبادة العامة للإيقونات المقدّسة في كل الأمبراطورية. دافع جرمانوس عن الإيمان القويم دفاعاً جميلاً ختمه بقوله: “إذا كنتُ يونان جديداً فألقني في البحر. ولكن ليكن معلوماً عندك، أيها الأمبراطور، أنه من دون مجمع مسكوني ليس مسموحاً لي أن أستصدر شيئاً جديداً في مسائل الإيمان!”. وعلى الأثر توجّه إلى كنيسة الحكمة المقدّسة ووضع الأوموفوري، أي قطعة الثياب الَّتي تشير إلى أسقفيته، أقول وضعه على المذبح وانكفأ في مِلكية عائلية، تعرف باسم “بلاتونيون”، حيث ختم حياته في الصَّلاة والسكون بعدما حرّر العديد من المقالات ضدّ الهرطقات. تاريخ وفاته كان في حدود السنة 740 م.