في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
الشّهداء أفلمبيوس وأخته أفلمبية والمئتان الّذين معهما *أبونا القدّيس البارّ باسيان السّوري *أبونا القدّيس البارّ ثيوفيلوس المعترف *الشّهيد ثيوتكنوس *القدّيس غريغوريوس المعترف متروبوليت نيقية *القدّيس الأسقف بينيتوس الكريتي *القدّيس الأسقف الرّوسيّ أمفيلوخيوس فلاديمير *القدّيس المغبوط أندراوس توتما الرّوسي المتباله *القدّيس البارّ أمبروسيوس أوبتينو *القدّيس البارّ يوحنّا الدّيلمي *القدّيس بولينوس أسقف يورك *الشّهيدان كاسيوس وفلورنس *أبونا الجليل في القدّيسين إيندوكنتيوس سميرنوف الرّوسيّ.
* * *
✤ القدّيس البار أمبروسيوس أوبتينو (+ 1891 م)✤
وُلد سنة 1812. جدّه كاهن. لمع في مدرسة اللاهوت. مرض مرضاً شديداً. نذر أن يترهّب إن شُفي. شُفي لكنّه بقي متردّداً أربع سنوات. استشار ناسكاً قدّيساً اسمه هيلاريون. أرسله إلى أوبتينو. أطاع. دير أوبتينو كان مركزاً حركة تجديد روحي في كل الروسيا. عُرف أمبروسيوس، مذ ذاك، بطاعته. ترهّب سنة 1842 م. صار كاهناً. ساعد الشيخ مكاريوس في قبول اعترافات الحشود المتدفّقة على أوبتينو. إذ كان يعرف اللغات القديمة ساعد في إعداد الإصدارات الآبائية للدير. مرض حتى الموت من جديد. كان هذا بتدبير من الله لتصير له معرفة أعمق في القلب بأسرار الطبيعة البشريّة وكيفية مصالحتها مع الله. تعلّم بالخبرة أنّ قوّة الله لا تظهر إلاّ في ضعفنا. أخذ يرشد الرهبان والعامة وفق تعليم الآباء القدّيسين الذين تبحّر في كتاباتهم. بنعمة الله وصلاة القلب صارت له دراية بمكنونات القلوب. بضع كلمات من زائريه كانت كافية ليحلّ مشكلاتهم. كان ينعطف على المعترفين لديه بمحبّة ورفق كبيرَين. همّه كان أن يمرِّر لهم أنّ رأفة الله تدفعهم إلى التوبة. إثر وفاة الشيخ مكاريوس سنة 1860 صار أمبروسيوس الأب الروحي للدير. زاد تدفّق الناس على الدير من كل أنحاء الروسيا، أغنياء وفقراء، مثقّفين وأمّيين. كانوا يقصدونه كنبيّ جديد التماس نصيحة أو كلمة خلاص أو بركة منه. رغم وهنه الجسدي كان يحتضن، بنعمة الله، كل المقبلين إليه. حياة الكثيرين تغيّرت بصورة كاملة إثر زيارتهم له. كانت له موهبة الكلام اللاهوتي على أرفع مستوى وكذا النزول إلى مستوى الحاديث البسيطة مع الفلاّحين. عيّروه مرة أنّه يضيِّع وقته في إسداء النصح لفلاّحة في كيفية تغذية طيور الحبش لديها. أجاب: “ولكنْ ألا تفهمون أنّ حياة هذه المرأة مرتبطة بطيورها وأن لسلام نفسها الثمن عينه الذي لكل القادمين إليّ بأسئلتهم المرموقة”.
صباحاً باكراً كل يوم، بدءاً من الساعة الرابعة، كان يصلّي، ثمّ يشرع باستقبال زائريه الواقفين في صفوف طويلة عند التاسعة، ويستمر كذلك إلى الحادية عشرة ليلاً. كذلك كان يجيب عن أربعين رسالة كل يوم، وأحياناً دون أن يفتحها. كان، بنعمة الله، يعرف ما فيها.
لم يكن القدّيس أمبروسيوس ينصح أكثر زائريه بزيادة أتعابهم النسكية بقدر ما كان ينصحهم بالتوبة وتواضع القلب ومحاربة الخطيئة. كان يقول لهم إنّ أصل كل خطيئة هو الكبرياء. وإلى النصائح الروحيّة نظّم في أمكنة عديدة جمعيات من عامة المؤمنين تهتمّ بأعمال الإحسان ومساعدة الفقراء والأيتام. وقد أسّس ديراً نسائياً في شاموردينو، على بعد 15 كلم عن أوبتينو، ضمّ ألفاً من الراهبات من كل فئات المجتمع. وقد أضاف إلى مباني الدير مأوى ومدرسة ومستشفى ومضافة للنساء المسنّات بحيث أضحى المكان مدينة محبّة بكل معنى الكلمة.
رقد، في الربّ، في 10 تشرين الأول سنة 1891. استمرّ يستقبل الجموع إلى النهاية. ولطالما ردّد: “أمضيت كل عمري وسط الناس وأرقد بينهم”. وقد بكته كل الروسيا.