في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس بنكراتيوس التّفرومينيّ. *القدّيس البارّ فوتيوس التّسالي. *ظهور والدة الإله في دفني. *تجديد هيكل الفتية الثّلاثة القدّيسين حنانيا وعازاريا وميصائيل. *القدّيسان البارّان ديونيسيوس البليغ ومتروفانيس ناحية القدّيسة حنّة الصّغرى في جبل آثوس. *القدّيسان الشّهيدان أندراوس وبروبس. *الجديد في الشّهداء مثوديوس الكريتيّ الأسقف. *القدّيسان بترموتيوس وقبريس.
✤ القدّيسان البارّان ديونيسيوس البليغ ومتروفانيس ناحية القدّيسة حنّة الصغرى (القرن 17م)✤
نهل القدّيس ديونيسيوس، منذ الفتوّة، من مَعين الكتب المقدّسة وشتّى ميادين العلم فاقتنى معرفة واسعة أسبغت عليه لقب “البليغ”. لكنّه، إذ ألفى نفسه توّاقاً إلى أكثر من العلم العقلي، بحث عن التقدّم في الفلسفة العملية الإلهية. بنتيجة ذلك نبذ العالم وصار راهباً في القسطنطينية، في ما كان قد بقي من دير ستوديون. ثمّ انتقل، بعد حين، إلى الجبل المقدّس آثوس حيث أقام في قلاّية على اسم الثالوث القدّوس بقرب كارياس. لكنّه، حتى هناك لم يتسنّ له أن ينعم بعسل السكون الإلهي (hesychia) لأنّ شهرته ذاعت وأقبل عليه الحجّاج والرهبان طالبين الاسترشاد والاعتراف بخطاياهم لديه. فحدا به هذا إلى مغادرة مكانه إلى إسقيط القدّيسة حنّة المعروف، يومذاك، بـ “اسقيط اللافرا” حيث كان يقيم بعض النسّاك في نسك كبير. وبمعيّة تلميذ اسمه متروفانيس استقرّ ديونيسيوس في مغارة غير بعيدة عن الإسقيط، في الموضع الذي عُرف، فيما بعد، بـ “ناحية القدّيسة حنّة الصغرى”. هناك أمكنهما أن يحفظا الصمت ويستغرقا في الصلاة الدائمة ويحصلا إنائَين مختارَين لنعمة الله. بعد ذلك، بناء لطلب سكّان المنطقة، خرج متروفانيس، وكان قد سيم كاهناً، من الجبل المقدّس وأخذ يجوب القرى يعرِّف ويعلِّم المسيحيّين حفظ الوصايا الإلهية. فلمّا عاد إلى منسكه، بعد حين، رقد القدّيس ديونيسيوس بسلام في 9 تمُّوز سنة 1606م وما لبث متروفانيس أن لحق به. يُذكر أنّه لم يَبِنْ لرفاتهما أثر إلى اليوم.