في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس البارّ إيسيدورس الفرميّ. *القدّيس البارّ نيقولاوس السّتوديتيّ. *الشّهيد في الكهنة إبراهيم الأربيليّ. *الشّهيدان فيلياس وفيلورومس. *أبينا الجليل في القدّيسين يوحنّا السَلَميّة السّوريّة. *القدّيس ياسيموس الصّانع العَجائب. *الشّهيد ثيوكتستوس. *الشّهيد يوسف الحلبيّ. *القدّيس البارّ كيرلّلس الرّوسيّ.
✤ القدّيس البارّ نيقولاوس السّتوديتي (+ 868 م)✤
أصله من جزيرة كريت. كان عمره عشر سنوات عندما أرسله والداه إلى دير ستوديون. عمّ له كان راهبًا هناك. أضحى تلميذًا مثاليًا للقدّيس ثيودوروس السّتوديتي (المعيَّد له في 11 تشرين الثّاني). مات عن مشيئته الذّاتية وسلك في الطّاعة لأبيه الرّوحي وإخوة الدّير. كان مثار إعجاب الجميع هناك لإمساكه وأسهاره وصمته وصلاته المتواصلة. بالقوة جعلوه كاهنًا. كان كبيرًا في تواضعه. عام 815 حمل الامبراطور لاون الخامس الأرمنيّ على رهبان دير ستوديون، في إطار حملته على الإيقونات المقدّسة. على الأثر نُفي القدّيس ثيودوروس إلى قلعة في البنطس. فتبع نيقولاوسُ معلمَه إلى هناك. اختار الحرمان بجانبه طوعًا. كان كاتبَه وعمل على نقل رسائله إلى تلاميذه المشتّتين هنا وهناك. وقعت إحدى رسائل ثيودوروس في يد خدّام لاون فأثارت حفيظته فعمد إلى جلد القدّيسَين بلا هوادة. نُقل القدّيسان بعد ذلك إلى مكان آخر وكادا يموتان جوعًا. إثر وفاة لاون سنة 820 م وارتقاء ميخائيل الثّاني سدّة العرش جرى إطلاق سراح المعترفين. عاد ثيودوروس ونيقولاوس باتجاه القسطنطينيّة سيرًا على الأقدام لكن دخول المدينة كان محرَّمًا عليهما بأمر من الأمبراطور. تحوّلا إلى خلقيدونيّة. أقاما ردحًا من الزّمان في دير القدّيس تريفون في رأس أكريتاس. انتقلا بعدها إلى جزيرة براكيبو حيث أسلم ثيودوروس الرّوح في 11 تشرين الثّاني 826. وإذ حفظ نيقولاوس الأمانة لمعلمه جعل مقامه بقرب ضريحه مثابرًا على الصّوم والسّهر والصّلاة. من جديد لاحق ثيوفيلوس قيصر (829 – 842) الرّهبان واضطهدهم أشدّ اضطهاد. انتقل نيقولاوس إلى فرموبوليس فأقام لدى سيدة تقية. لم تلبث الأمور أن هدأت بعدما أمسكت الأمبراطورة ثيودورة والبطريرك مثوديوس بزمام الأمور عام 842 فعاد نيقولاوس إلى ديره ستوديون في القسطنطينيّة. أضحى رئيس الدّير بعد نوكرايتوس لكن توقه لحياة الوحدة دفعه إلى تسليم رئاسة الدّير لراهب فاضل يدعى صوفرونيوس. أما هو فانصرف إلى منسكه في فرموبوليس سنة 850 م. توفي صوفرونيوس واستعر الخلاف بين القدّيسين البطريركين أغناطيوس وفوتيوس فتسبّب الأمران في تشرّده لبعض الوقت إلى أن رقد في الرّبّ في 4 شباط 868 م عن عمر ناهز الخامسة والسّبعين. قيل انه شفى بصلاته زوجة الأمبراطور باسيليوس المقدونيّ وكانت له بصيرة حسنة. لما حضرته ساعة الوفاة استدعى رهبانه وسألهم إذا كانوا بحاجة إلى شيء يقضيه لهم قبل رحيله عنهم. فأجابوا: “نحن بحاجة إلى قمح!” فقال لهم: “إنّ مّن عزّى إسرائيل في البريّة يرسل لكم قمحًا بوفرة في غضون ثلاثة أيّام!” بالفعل، في اليوم الثّالث، بعد رقاد قدّيس الله، وصلت سفينة من لدن الأمبراطور باسيليوس إلى مرفأ الدّير محمّلة بالقمح.