في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
القدِّيس ناحوم النّبيّ *الشّهيد حنانيّا الأربيليّ *نقل رفات القدِّيس يعقوب أخ الرَّبّ *القدِّيسان الكاهنان سمعان وزكريّا *القدِّيس فيلاريت الرّحيم *القدِّيس البارّ أنطونيوس الصّغير *الشّهيد البارّ بروكلس السّوريّ.
✤ القدِّيس البارّ أنطونيوس الصّغير ✤
ولد في قرية قريبة من أورشليم عام 785 للميلاد. ألحقه والداه، لتقواهما، بناسك في الجوار ليكون له خادماً. تنبأ الناسك لأنطونيوس بمستقبل زاهر وأن يقضي معظم أيامه راهباً. دخل في خدمة عالمية بعد حين وأصاب نجاحاً باهراً حتى بلغ مركز الحاكمية. أوحى له تفوقه بالزواج ليستقر ويترقى فإذا به يتلقى رسالة من الناسك. سيده، يذكره فيها بما جاء في النبوءة بشأنه وأن لا يقدم على الزواج لئلا يوجد مخالفاً لمشيئة ربه. فرّ من مجد العالم برفقة خادم له اسمه ثيودوروس. جاء الاثنان إلى أحد العموديين فأخذا منه الثوب الرهباني واستقروا في منسك في جبل الأوَّليمبوس في بيثينيا. مركز الرهبان الأوَّل آنذاك. تحول بعد حين إلى حياة الكينوبيون. أي إلى الحياة الرهبانية المشتركة لأنه شاء أن يتروض على الطاعة إتباعاً لنصيحة القدِّيس يوحنا، صاحب كتاب “السلم إلى الله” الذي قال: “من توحد ثم عرف ضعفه فعاد وباع ذاته للطاعة فقد استعاد نظره بلا مشقة، بعد أن كان أعمى، وأبصر المسيح” (الفصل الرابع – القول 125 من ترجمة دير مار جرجس الحرف). عومل في دير الشركة معاملة قاسية بتدبير من الله “القيام بأوضع الأشغال وأتعبها، الاتشاح بالأسمال وانتعال الأحذية المثقوبة. خادماً الإخوة بصبر دونما تذمر، متحايلاً على كل شكر أو إكبار يأتيه من الناس لئلا تفوته تعزية ربه وثواب مسيحه. أقام على هذه الحال زماناً إلى أن جاءه ملاك الرب في الحلم مرة حاملاً ميزاناً، في كفّته اليسرى خطايا أنطونيوس جميعها منذ شبابه وفي اليمنى الرفش الذي اعتاد استعماله في عمله في حديقة الدير. ومع أن خطاياه كانت ثقيلة جداً، فإن الرفش كان أثقل منها. فهوت كفة اليمين. وإذا بصوت يقول له: “أترى؟! لقد قبل الرب أتعابك وغفر لك خطاياك!” وعاد أنطونيوس إلى النسك من جديد. هذه المرة عارفاً بأحوال نفسه على نحو أفضل، لكنه لم يلبث فيه طويلاً لأنه شاء أن يهرب من مجد الناس. ولأجل المفارقة استقر به المقام في القسطنطينية. حيث وجد في دير من أديرتها ما صبت إليه نفسه من هدوء وسكينة كما لو أن الصحراء انتقلت إلى المدينة. أقفل على نفسه هناك سبع سنين إلى أن أخذ يستقبل الزائرين. أعطاه الرب الإله موهية صنع العجائب. في الخامسة والثمانين من عمره مرض وأشرف على الموت. جاءه ابن روحي له اسمه بتروناس، كان جنرالاً في الجيش وأخاً للإمبراطورة ثيودورة – مستعيدة إكرام الإيقونات- وطلب إليه بدموع أن يأخذه معه لأنه لا يطيق أن يبقى بعيداً عنه. وبالفعل مرض بتروناس ورقد في نفس الساعة التي رقد فيها القدِّيس أنطونيوس.