في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
* القدّيس البارّ كسينوفون ورفقته * القدّيس البارّ سمعان القديم * الشّهداء حنانيّا الكاهن وبطرس الجلّاد ورفاقهما الجنود السّبعة* القدّيسة البارّة باولا الرّوميّة * القدّيس البارّ أمون * القدّيس البارّ غفرائيل الكبّادوكيّ* القدّيسان شهيدا فيرجية * القدّيس البارّ كليمنضوس العموديّ* نقل رفات القدّيسين ثيودوروس السّتوديتيّ ويوسف التّسالونيكي.
* * *
✤القدّيسة البارّة باولا الرّوميّة ✤
من عائلة روميّة عريقة. وُلدت سنة 347م وتزوّجت في الخامسة عشرة. زوجها، توكسوتيوس، كان وثنيًّا. لكنّه تركها تحيا للمسيح كما تريد. أنجبت خمسة أولاد. اثنان منهم قدّيسان، بلاسيلوس وأوستوخيا. توفي زوجها وهي في الثّانية والثّلاثين. ذرفت الدّمع سخيًّا. لكنّها قررت أن تكرّس نفسها لخدمة الله وفقرائه. في تلك الأثناء تعرّفت إلى القدّيس إيرونيموس إثر عودته إلى رومية من الشّرق. سمعت أخبار النّساك المشرقيّين بشغف. عزمت على ترك رومية وعائلتها وممتلكاتها لتحيا في البرّيّة. سافرت برفقة ابنتها أوستوخيا وعدد من العذارى. عبرت بقبرص وأنطاكية والتقت القدّيس إيرونيموس من جديد فكان دليلًا في حجّها إلى سوريّة وفلسطين. وصلت إلى فلسطين فأقامت في منزل متواضع. جالت في كلّ الأرض المقدّسة وزارت الرّهبان في براري مصر. ثم عادت، في غضون سنة، إلى بيت لحم وفي نيّتها أن تؤسّس قرب مغارة الميلاد ديرًا للعذارى والأرامل، مرافقاتها، وآخر للقدّيس إيرونيموس ورفقته. وزّعت النّساء على ثلاث فئات، وفق أصلهنّ الاجتماعيّ وإعدادهنّ الفكريّ. كانت لكلّ مجموعة رئيسة. الرّاهبات افترقن في العمل والموائد وكنّ يجتمعن للصّلاة اللّيتورجيّة. اعتدن ترتيل كتاب المزامير كاملًا كلّ يوم. كان من المفترض أن تحفظه كلّ راهبة عن ظهر قلب. كما كان على كلّ راهبة يوميًّا أن تتعلّم مقطعًا من الكتاب المقدّس وتتأمل فيه. أمّا باولا فتعلّمت العبريّة واشتغلت، بملاحظة القدّيس إيرونيموس، في التّفسير الرّوحيّ للمقاطع الغامضة من الكتاب المقدّس. ويبدو أنّها تشبّعت من الكلمة الإلهيّة لدرجة أنّه كانت تجري على لسانها في كلّ مناسبة من المناسبات اليوميّة. كانت باولا بالنّسبة لبناتها الرّوحيّات نموذجًا حيًّا لكلّ فضيلة. لم تكن تعرف المبالغة إلّا في الإحسان ومحبّة الفقير. حتّى ما كانت الرّهبنة بحاجة إليه اعتادت باولا أن تقدّمه للفقراء عند اللّزوم. وكانت تستدين كثيرًا من أجل المعوزين. متى قيل لها إنّها تبالغ في النّسك أجابت: “كما اعتدت العناية بنفسي لإرضاء زوجي والعالم، أشتهي الآن إرضاء للمسيح بالقسوة على هذا الجسد الّذي سبق له أن تنعّم كثيرًا”. عانت آلامًا جمّة. ثلاثة من أولادها ماتوا على حياتها. وعانت هي الشّهادة اليوميّة بالمرض. وإذ أشرفت على الموت ردّدت: “أحببت يا ربّ جمال بيتك وموضع سكنى مجدك” وكذلك “تشتاق نفسي وتتوق إلى ديار الرَّبّ”. رقدت بسلام في الرّبّ في 26 كانون الثّاني سنة 404م. كانت قد بلغت من العمر ستًّا وخمسين سنة.