في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
* القدّيسة الشّهيدة تتيانا* الشّهيد بطرس الأبشالومي * لشّهيد مرقيوس* شهداء نيقية الثّمانية * الشّهيدة أفتاسيا * القدّيس البار إيليّا العجائبيّ الصّعيديّ¯* الشّهيد فيلوثاوس الأنطاكيّ* القدّيس البار مرتينيانوس الّذي من البحيرة البيضاء * القدّيس البار غالكتيون تلميذ البارّ مرتينيانوس.
* * *
✤القدّيسة الشّهيدة تتيانا✤
عاشت القدّيسة تتيانا في زمن الإمبراطور الرّومانيّ ألكسندروس ساويروس (225-235م). كانوالدها قنصلًا معروفًا في رومية، وقيل جُعل شمّاسًا في الكنيسة هناك.
لم تُغوِ الرّفعة تتيانا ولا مباهج الحياة الدّنيا، فلقد أمضتطفوليّتها في دياميس رومية حيث اعتاد المسيحيّون أن يجتمعوا. وقد ورد أنّها لمّا كبرت صارت شمّاسة هي أيضًا. رغبة قلبها كانت أنتبذل نفسها لمسيحها حتّى الموت، موت الشّهادة. وإذ كانت أَمَةُ الله مُجِدَّة في الكرازة بالرَّبّ يسوع دون مَهابة جرى القبض عليها وأُوقفتفي حضرة الإمبراطور. فبعدما كلّمها الإمبراطور بكلام ملق في محاولة لاستردادها إلى آلهته رافقها إلى هيكل الأوثان أمِلًا في أنيجعلها تضحّي لها هناك. أخذت تتيانا في الصّلاة إلى ربّها وإذ بالأوثان تهوي أرضًا وتتحطّم. عظم الأمر لدى الإمبراطور وشعربالمهانة فأمر بها جنده فنزعوا جلد وجهها. وإنّ ملائكة الله جاءت فأعانتها. وقد ذكر أنّ جَلاّديها الثّمانية عاينوا الملائكة في نور اللهفاختشوا وامتنعوا عن إنزال العذابات بأَمَةِ الله مُعترفين بالمسيح نظيرها، فتقدّم الجنود وفتكوا بهم فأحصوا في عداد الشّهداءالقدّيسين.
أمّا تتيانا فاستمر تعذيبها حينًا. حلقوا شعر رأسها ونزعوا ثَدْيَيْها وألقوها في ألسنة اللَّهَب ثمّ رَموها للحيوانات، ولكن لمّاتقضي كلّ هذه التّدابير عليها وبدت الحيوانات المُفتَرسة بإزائها هادئة مسالمة. مع ذلك أمعن الجلّادون في تحطيم عظامها وتقطيعأوصالها. رغم كلّ شيء بقيت تتيانا ثابتة راسخة في الإيمان لا تتزعزع. أخيرًا عِيلَ صبر الإمبراطور وبدا له كأنّ محاوَلاتِه باءَت بالفشلولم يتمكّن من استعادة الفتاة إلى ما كان يرغب فيه. فإنقاذًا لكرامته الجريح، أمر بقطع رأسها، فتمّ له ذلك وانضمّت تتيانا إلى موكبالشّهداء المعظّمين.