في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهيد شلّيطا (أرتاميوس) الأنطاكيّ*الشّهيدتان أبوريا وأنوحيا الفارسيّتَان *القدّيسة البارّة مَطرونا خيوس العَجائبية *القدّيس البار المتوشّح بالله جراسيموس النّاسك الجديد *الشّهيد أندرونيكوس الكريتيّ*الجديد في الشّهداء الرّوس نيقولاوسLyubomudrov*الشّهداء الرّوس الجُدُد يوحنّا روديونوف وآخرون.
* * *
✤تذكار القدّيس شلّيطا (أرتاميوس) الشّهيد العظيم (+ 363 م)✤
كان القدّيس شلّيطا (أرتاميوس) من أبرز رجالات الدّولة في أيّام الأمبراطور قسطنطين الكبير. وقد حَظي بِلَقَب البَطريق والدّوق الجليل، كما كان حاكمًا عسكريًّا للإسكندريّة وسائر مصر. وإليه يعود الفضل في نقل رُفات كلّ من القدّيسَين أندراوس الرّسول ولوقا الإنجيليّ إلى مدينة القسطنطينيّة.
كان شلّيطا (أرتاميوس) موظّفًا أمينًا لم تفسده المَناصِب والألقاب ولا جعلته يغترّ بنفسه. وقد شهد أهل زمانه لتقواه وتواضعه وإنصافه ومحبّته للفقير.
استمرّ شلّيطا (أرتاميوس) في خدمة الأمبراطور قسطنديوس، بعد قسطنطين الكبير، والأمبراطور يوليانوس الجاحد، إلى سنة رقاده.
أمّا خبر استشهاده فمفاده أنّ الأمبراطور يوليانوس الجاحد، الّذي عَمِل بكلّ جهده على ضرب المسيحيّة واستعادة الوثنيّة، انتقل إلى مدينة أنطاكية ليواصل حربه ضدّ الفرس. ومن هناك استدعى حكّام المُقاطعات مع جنودهم ليؤازروه في سعيه. فلبّى شلّيطا (أرتاميوس) النّداء وجاء بعسكره إلى أنطاكية. كان ذلك في وقت كان الأمبراطور يُحاكِم كاهنَين مَسيحيَّين، أفجانيوس ومكاريوس، بعدما رفضا الكفر بالمسيح والإذعان لعبادة آلهة الأمبراطور. وقد عامل يوليانوس الكاهِنَين بقسوة وأمر بِجَلدهما. وإذ عاين شلّيطا (أرتاميوس) ما حدث هاله الأمر فتقدّم من الأمبراطور مُعترضًا على هذا الظّلم ومُبيِّنًا ضلال الاعتقاد بآلهة غير الإله الحقيقيّ، خالق السّماء والأرض، وبسيّد غير الرّبّ يسوع المسيح، وتنبّأ بأنّه إن هو استمرّ مُحارِبًا للمَسيح فلن يُكتب له النّجاح في حربه ضدّ الفرس، وسيلقى حتفه.
ردّ الفعل الأوّل للأمبراطور كان الدّهش ثمّ الغضب الشّديد، لا سيّما وأنّ يوليانوس كان يشكّ بولاء شلّيطا (أرتاميوس) له كحاكم لمصر. فأمر به جنوده، فقبضوا عليه ونزعوا عنه شاراته وأودعوه السّجن إلى اليوم التّالي.
في اليوم التّالي، وجّه إليه يوليانوس تهمة اغتيال أخيه غايوس– قسطنطين، فدافع شلّيطا (أرتاميوس) عن نفسه، إلى أن قال له يوليانوس إنّه مُستعدّ لأن يصفح عنه إن هو تخلّى عن إيمانه بالمسيح. ولما لم يجد الأمبراطور فائدة من محاولته كَسْبَ شلّيطا (أرتاميوس) إليه، سلّمه إلى المُعذِّبين فأشبعوه ضربًا وتعذيبًا كمثل طعنه بالسّياخ المُحَمّاة بالنّار وتركه بلا طعام ولا ماء، إلى أن قطعوا هامته.
وإنّ سيّدة تقيّة أخذت جثمانه إلى مدينة القسطنطينيّة حيث بقي قرونًا طويلة مصدرًا للبركات وشافيًاللمرضى.
أمّا يوليانوس الجاحد فانطلق بعد ذلك لمُحارَبَة الفرس فسقط صريعًا في أرض المعركة. وهكذا تحقّقت نبوءة شلّيطا (أرتاميوس) بشأنه.
تجدر الإشارة إلى أنّ الإسم الّذي غلب للقدّيس أرتاميوس في السّريانيّة هو شلّيطا أو المُتسلّط وهو اللّقب الّذي أطلقه الأمبراطور قسطنطين الكبير عليه.
تُعيّد له الكنيسة المارونيّة في هذا اليوم عينه ويقول سنكسارها إنّه كان أنطاكيَّا تولّى مناصب رفيعة في غير مكان ثمّ عاد إلى مدينته معتزلًا. يُذكر أنّ القدّيس شلّيطا (أرتاميوس) هو في بلادنا شفيعُ الفلاّحين وله على اسمه عدد من الكنائس الّتي ترقى إلى ما بين القرنين الخامس والسّابع للميلاد.