في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
الشّهيد ياكنثوس الحاجب *الشّهداء ثيودوتوس وثيودوتي وغوليندوخ ورفاقهم *القدّيس البطريرك أناتوليوس القسطنطينيّ *الشّهيدان مرقص وموكيوس *القدّيس البارّ إشعياء الإسقيطيّ الغزّاويّ *القدّيس البارّ يواكيم نوتينا *الجديد في الشّهداء جيراسيموس *القدّيسان الأميران باسيليوس وقسطنطين الرّوسيّان *القدّيسان البارّان أناطوليوس وأناطوليوس الآخر الكهفيّان *القدّيس البارّ يوحنّا الموسكوفيّ الـمُتبالِه *القدّيس البارّ نيقوديموس الرّوسيّ العَجائبيّ *القدّيس البارّ جرمانوس الإيرلنديّ *القدّيس البارّ غانتيارن بريتانيّ *القدّيس البارّ غوثاغون النّاسك الإيرلنديّ *القدّيس الأسقف هليوذوروس ألتينوم الدّلماتيّ *الشّهيدان إيريناوس وموستيولا الإيطاليّان *الشّهداء تريفون ورفقته *القدّيس الرّسول توما.
* * *
✤ القدّيس أناتوليوس بطريرك القسطنطينية (+458 م)✤
أصله من الإسكندرية. كان في القسطنطينية عندما التأم مجمع أفسس اللصوصي سنة 449 م. وكان هناك بصفته ممثّلاً لبطريرك الإسكندرية ديوسكوروس. بعدما جرى اغتيال القدّيس فلافيانوس القسطنطيني، سعى ديوسكوروس إلى الإتيان بأناتوليوس بطريركاً على المدينة المتملّكة. قصده كان أن يهيمن على الكرسي القسطنطيني. لكنْ حساب البيدر لم يكنْ على حساب الحقل، فقد تبيّن أنّ أناتوليوس، نظير القدّيس ملاتيوس الأنطاكي، كان رجل إيمان قويم. فحالما تبوّأ سدّة الأسقفية على عاصمة الإمبراطورية جاهر بمعارضته لديوسكوروس. ثمّ بعدما أدخل اسم القدّيس فلافيانوس في الذبتيخا نقل جسده، بإكرام عظيم، إلى كنيسة الرسل القدّيسين. كذلك بعث برسائل إلى كلّ الأساقفة يحثّهم فيها على إلقاء الحرم على زعماء الهراطقة نسطوريوس وأوتيخا وديوسكوروس وكلّ الذين يعلِّمون أن الطبيعة الإلهية اعتورها اختلاط أو تغيير في تجسّد كلّمة الله. ساعد كثيراً في التئام المجمع المسكوني الرابع في خلقيدونيا (451 م). لعب دوراً مهماً فيه. شجّع الآباء القدّيسين على الإعلان بوضوح عن عقيدة الطبيعتين، الإلهية والبشرية، المتّحدتَين من دون انقسام في الشخص الواحد للكلّمة المتجسّد. خلال السنوات الثماني لأسقفيّته شهدت الكنيسة اضطرابات خطرة بسبب المجمع الذي انعقد. وإذ كان هو على وداعة وتواضع فقد ساس قطيعه الروحي بحميّة وحكمة. كما ارتفعت، في أيّامه، كنائس فخمة لمجد الله شيّدها بمؤازرة الإمبراطورة بلخاريا. ولمّا حلّ وباءٌ بالبلاد زاده خطورة جفافٌ طال أمده، سار في مقدمة مسيرة اجتازت المدينة حتّى الأسوار. وكموسى جديد صلّى بدموع ويداه إلى السماء. ولم يطل الوقت حتّى انهمر المطر غزيراً فاغتسلت المدينة من أسوائها وامتلأت الخزّانات ماء. دافع عن القدّيس دانيال العمودي الذي اتُّهِم ظلماً بالهرطقة وقد شُفي من علّة ألمّت به بشفاعته. كذلك عقد مجمعاً في القسطنطينية سنة 457 م أدان تيموثاوس الإيلوري الذي اغتصب كرسي الإسكندرية إثر اغتيال القدّيس بروتيريوس هناك. رقد، في الربّ، بسلام خلال العام 458 م فخلفه القدّيس جنّاديوس.