في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
القدّيس البارّ بروكوبيوس البانياسيّ *الشّهيد جلاسيوس البعلبكيّ *القدّيس البارّ ثلالاوس الكيليكيّ *القدّيسان البارّان أسكلابيوس ويعقوب *القدّيس استفانوس الآوي *الشّهيد نيسيوس *القدّيس تيموثاوس القيصريّ *الجديد في الشّهداء إيليّا تريبيزوند *القدّيس البارّ تيطس الكييفيّ *أبونا الجليل في القدّيسين لاوندروس الأسبانيّ *الشّهداء يوليانوس النِقرسيّ ومن معه *القدّيس البارّ غالمير صانع الأقفال *الشّهيد في الكهنة نسطر البمفيليّ * القديس أفرام كاتوناكيا.
* * *
✤ القدّيس البار تيطس الكييفي (+1190 م)✤
كان هناك في مغاور كييف، في القرن الثّاني عشر، أخوان بالرّوح متحابان حبًا عميقًا يعجب له الجميع، أفغريوس الشّمّاس وتيطس الكاهن. هذان دخل بينهما عدو الخير وجعلهما يتعاديان مثيرًا في نفس كلّ منهما حيال الآخر حقدًا شديدًاحتّى لم يشأ أحدهما ان ينظر إلى وجه أخيه. وقد رجاهما الإخوة الباقون ان يتصالحا فلم يشاءا. فإذا ما حدث لتيطس ان يجول في الكنيسة مبخِّرًا كان أفغريوس يغيّر مكانه حتّى لا يقتبل بخورًا من يده. كذلك إذا ما مرّ تيطس بأفغريوس امتنع عن تبخيره. على هذا النّحو بقي الإثنان في ظلمة الخطيئة ولم يشاءا الخروج منها.
وحدث ان مرض تيطس مرضًا شديدًا فعاد إلى نفسه وبكى بكاء مرًا على عداوته للشماس وتاب توبة عميقة. وإذ رغب في مصالحته أرسل إليه يقول له: “سامحني، يا أخي، من أجل الله لأني حانق عليك!” فلعنه أفغريوس بكلمات عنيفة. فما كان من الشّيوخ الّذين رأوا تيطس يحتضر سوى ان جرّروا أفغريوس جرًّا ليسامح أخاه. فلما وقع نظر تيطس عليه انتصب قليلًا ثم وقع عند قدميه وهو يقول له بدموع:”سامحني، يا أبي، وهبني بركتك”. لكن أفغريوس القاسي القلب أبى عليه ذلك وقال له أمام الجميع:”لن أتصالح معك أبدًا، لا في هذا العالم ولا في العالم الآتي!”. للحال أفلت أفغريوس من أيدي الشّيوخ وسقط أرضًا. فلما حاولوا إيقافه على قدميه وجدوا انه قد مات. فلما حاولوا ثني ذراعيه وإقفال فمه الفاغر لم يستطيعوا. بدا كأنه قد يبس ميتًا من زمان. في تلك اللّحظة بالذّات تعافى تيطس بالكلّية وقام على رجليه وكأنه لم يكن مريضًا البتّة. فامتلأ الحاضرون رعدة كيف ان المعافى مات والمدنف تعافى.
وبعدما بكى الإخوة على أفغريوس بكاء مرًّا واروه الثّرى وهو مفتوح الفم والعينين ويداه ممدودتان. ثم سألوا تيطس عما جرى فأجابهم:”رأيت ملائكة يبتعدون عني وهم يبكون على نفسي، فيما اغتبطت الأبالسة لحنقي. فبدأت أسأل أخي الصّفح. فلما أتيتم به إليّ رأيت ملاكًا شديد البأس يحمل في يده رمحًا ناريًا. وإذ لم يشأ أفغريوس ان يسامحني ضربه الملاك به فسقط صريعًا، فيما مدّ لي الملاك يده وأقامني معافى. فتعجّب الإخوة ومجّدوا الله. وقد أمضى تيطس بقية أيامه في التّوبة ومحبة الإخوة إلى ان رقد، في الرّبّ، بسلام قرابة العام 1190 م.