في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
عيد جامع لوالدة الإله الفائقة القداسة *ذكرى الهروب إلى مصر *القدّيس أفثيميوس الـمُعتَرِف، أسقف صرده *القدّيس البارّ قسطنطين اليهوديّ الـمُهتدي *القدّيس البارّ أفاريستوس القسطنطينيّ *القدّيس الشّهيد الجديد قسطنطين الرّوسيّ *القدّيس البارّ نيقوديموس تيسمانا.
* * *
✤ القديس البار قسطنطين اليهودي المهتدي) القرن9م)✤
ولد في سينادا في كنف عائلة يهودية. حدث مرة، وهو في التاسعة من عمره، أن اصطحب والدته إلى السوق. لفته تاجر مسيحي كثير التثاؤب كان كلما تثاءب رسم على فمه إشارة الصليب على مألوف العادة. استعار الولد هذه الحركة من التاجر على غير وعي منه. صار كلما تثاءب يرسم على فمه علامة الصليب. شيئاً فشيئاً شملته نعمة الله من حيث لا يدري. صار يحاكي المسيحيين الذين يلتقيهم في عاداتهم. أخذ صوت يتمتم في نفسه الأسرار المقدّسة. أخذ اسم يسوع يتردّد في قلبه. اضطرم حب السيد فيه اضطراماً شديداً. صار يسلك في نسك شديد حتى أخذ ينقطع عن كل طعام بضعة أيام متتالية. انصرف بعد وفاة والدته إلى جبل الأوليمبوس في بيثينيا مسوقاً بعمود من نور. بلغ ديراً قريباً من مدينة نيقية اسمه فولوبوتي. هناك أخبر رئيس الدير عن حاله فشاء هذا الأخير أن يمتحنه فقدّم له صليباً ليقبّله. فلما عانق الصليب ارتسم على جبهته علامة لا تمّحى. اعتمد باسم قسطنطين. انطلق مذ ذاك في جهاد الفضيلة بحميّة ففاق الرهبان أقرانه لاسيما في عمل الطاعة. حيثما اعتاد أن يقف للصلاة كان الموضع ينضح بالطيب الزكي. كانت أبواب الكنيسة تنفتح أمامه من ذاتها. ولطهارة نفسه، اقتنى نعمة اختراق خفايا قلوب الناس. سمح له رؤساؤه بالنسك في وهاد جبل الأوليمبوس.
وعلى أثر انتخاب رئيس جديد للدير استّدعي وعومل كفار وعوقب بقسوة. توجّه، بعد حين، إلى جزيرة قبرص إثر معاينته القديس اسبيريدون في حلم تحوّل إلى بيثينيا حيث سعى إلى هداية اليهود فيها إلى معرفة يسوع. حاول قوم منهم قتله. نجا بعون والدة الإله. انصرف إلى موضع قاحل في جبل الأوليمبوس. عانى من هجمات الأبالسة حتى بدا له كأنه في عمق الجحيم. ثبت وصمد وصدّ عن نفسه كل احتيالات العدو بعلامة الصليب المحيي. قسا على نفسه لدرجة أنه كان يبقى أربعين يوماً، أحياناً، لا يتناول فيها شيئاً من الطعام غارقاً حتى وسطه في مستنقع موحل. بعد سنة قضاها في جهاد من هذا النوع تحوّل إلى قلاية قريبة من دير يحمل اسم القديس اندراوس. هناك أيضاً هاجمته الأبالسة دون هوادة ولكن عبثاً. بلغ اللاهوى المقدّسة. غمرته، إذ ذاك، محبة عارمة لكل المسكونة. لم تعد التجارب تؤثر فيه ولا عاد بحاجة إلى الانكفاء.اتخذ لنفسه موضعاً بقرب دير بالياس وصار يستقبل الزوّار. اقتبل بعض التلامذة. كانت نعمة الله تجري من خلاله رقراقة. أضحى معيناً لكثيرين. تمجّد الله به بعجائب جمّة ونبوءات. عرف يوم رقاده سلفاً وأخبر عنه. رقد في الرب أثناء الاحتفال بعيد الميلاد المجيد. قال لتلاميذه: “ها قد حضر السيد يدعوني إلى عيد الفرح!”. ولما قال هذا رقد ففاحت في قلايته رائحة الطيب. مذ ذاك كان سائلاً عطراً يندى منه ويشفي العديد من الأدواء.