في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس الرّسول تدّاوس *الشّهيدة باصّا وأولادها الثّلاثة ثيوغنيوس وأغابيوس وبيستوس *القدّيسان البارّان إبراهيم سمولنسك الرُّوسيّ وتلميذه أفرام *القدّيس البارّ أبراميوس المجتهد *الجديد في الشّهداء الرُّوس بولس ياغودنسكي *الجديد في الشّهداء الرُّوس ألكسندر أَلُوخوفسكي *الشّهيد في الكهنة إسحق الحموي.
* * *
✤ القدّيس الشهيد في الكهنة إسحق الحموي (القرن 14/ 15 م)✤
استمددنا سيرته من كتابنا “القدّيسون المنسيّون في التراث الأنطاكي”. النصّ، أساساً، من مخطوط باريس العربي 254 العائد إلى القرن الخامس عشر. قُبض عليه لأجل إقراره بالمسيح. جاهر بأنّ المسيح هو ابن الله وأنّه إله صادق وأن دينه أشرف وأفضل الديانات. فلأنّ إسحق كان عزيزاً عند الحكّام يقوم بخدمتهم، أخذوه برفق وطمأنة وجعلوا يلاطفونه ويعدونه بأموال جزيلة إن هو انتقل عن رأيه وعن دينه إلى دينهم. قال لهم: “أيها القليلو العقل والإيمان، هذه الدنيا وخيرها وغناها وفخرها وكل ما فيها زائل فانِ لا بقاء لها وديني عزيز غالٍ. وعنّفهم ورشقهم بأقوال كثيرة. فلما رأوه متمسِّكاً بالإيمان المسيحي ولم يصغِ إلى كلامهم لا بتهديد ولا بممالقة، حكم عليه القضاة بضرب العنق بالسيف. ثمّ أخرجوه خارج مدينة حماة، إلى الموضع الذي قبل فيه الشهادة. فطلب منهم أن يمهلوه ليصلّي. فقام وانتصب نحو المشرق وسجد إلى الأرض وأخذ من تراب الأرض وتقرّب وقال: “يا سيّدي يسوع المسيح، على اسمك أقبل الشهادة. اقبلني كالقربان الزكي في هذه الساعة، في يدك أُودِع روحي. ومدّ عنقه بغير رعب ولا جزع”. وقال للسيّاف: “اضرب على اسم سيِّدي يسوع المسيح”. فلما ضرب السيّاف عنقه وكانوا قد جمعوا حطباً كثيراً وأشعلوا ناراً، أخذوا جسده المقدّس وألقوه فوق الحطب والنار. وقد أظهر الله سبحانه، بجليل قدرته، أعجوبة عظيمة في تلك الساعة، إذ هطل المطر على جسده وعلى العامة سحابة برَدٍ ومطراً غزيراً حتى انهزم كل مَن كان حاضراً هناك. ولم تمسّ النار جسده المقدّس البتّة. فجاء إخوتنا النصارى المؤمنين وأخذوا جسده المكرّم وأودعوه المكان المقدّس. ويختم المخطوط سيرة القدّيس بالقول: “فنسأل سيّدنا ومخلّصنا يسوع المسيح، كما أنّه ثبّت هذا الكاهن الشاهد، أن يجعل لنا معه ومع جميع القدّيسين والشهداء المختارين حظاً ونصيباً في ملكوت السموات، بشفاعة ذات الشفاعات، آمين.
يُذكر أنّ القدّيس إسحق هذا هو من ناحية حناك في حماة السورية. وفق الدارسين أبرشية أوخاييطا القديمة في حماة كان اسمها حناك. ومركز هذه الأبرشية كان البلدة المعروفة اليوم بإسم “محردة”.
هذا وللقدّيس، في عيده، طروبارية مستحدثة باللحن الثاني هذه كلماتها: “يا كاهن المسيح إسحق، لقد قُبض عليك لأنّك آمنت بالربّ يسوع المسيح. وإذ حاول الحكّام صرفك عن رأيك رشقتهم بكلمات قاسية مدافعاً عن مسيحك. ولما أخرجوك خارج أسوار المدينة كمعلِّمِك، قطعوا رأسك. وإذ أضرموا النار ليُحرقوك أنزل الربّ الإله مطراً يُندّي به جسدك، فحملك المؤمنون وأخفوك في “المكان المقدّس”.